عرف الأردن بأنه مقصد عالمي لتصوير أبرز أفلام هوليوود، ومنها أفلام ترشحت وفازت بالأوسكار، مثل فيلم "المريخي" لمات ديمون الذي صور في منطقتي البترا ووادي رم، وحقق أكثر من 800 مليون دولار إيرادات حول العالم، وفيلم "لورانس العرب" الذي كان سبباً في شهرة الفنان الراحل عمر الشريف عالمياً، حيث تم تصويره في وادي رم، وفيلم "خزانة الألم" الذي رشح للأوسكار عن تسع فئات، فضلاً عن الفيلم الأردني "ذيب" الذي وصل إلى القائمة القصيرة في الأوسكار، عن فئة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالانجليزية.
لكن اليوم، سيُعرف الأردن بأنه صار قبلة جديدة للسينما العالمية، بعد افتتاح مجمع الاستوديوهات المتخصص الأول في المملكة لصناعة الأفلام (استوديوهات الأردن "أوليفوود")، بالتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
والاستوديوهات المقامة على مساحة كلية تبلغ 47 دونماً بمنطقة المقابلين، شرق العاصمة عمّان، تتضمن استوديوهي تصوير بمساحة 1500 متر مربع لكل منهما، ومشغلاً مختصاً للأعمال الحرفية الخاصة بديكورات الأفلام، مثل: النجارة، والحدادة، والدهان، ومكاتب إدارية، ومرافق ومكاتب مساندة.
وستتبع (استوديوهات الأردن "أوليفوود")، للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي أنجزت خلال السنوات العشرين الماضية، 31 فيلماً أردنياً خالصاً، وستة أفلام بالمشاركة مع دول أخرى، وأسهمت بتسهيل إنتاج 112 فيلماً أجنبياً، و29 مسلسلاً عالمياً تم تصويرها في مناطق مختلفة بالأردن، عمل فيها صناع أفلام أردنيون جنباً إلى جنب مع أشهر الفنانين وأمهر التقنيين في العالم، حيث بلغ حجم الإنفاق في هذا المجال نحو "519 مليون دولار أميركي"، بحسب تصريحات مدير الهيئة، مهند البكري، والتي نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وسيتبع افتتاح "أوليفوود" خلال أشهر، موقع بمساحة 67 دونماً للتصوير الخارجي للأفلام العالمية، جرى اختيار منطقة منجا التابعة لمحافظة مأدبا جنوب العاصمة، مقراً له.
تبلغ مساحة أستديوهات "أوليفوود" 47 دونماً، متضمنة استديوهين للتصوير بمساحة 1500 متر مربع لكل منهمامهند البكري مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام
وحظيت استديوهات "أوليفوود"، بحضور الملك عبدالله الثاني ونجله ولي العهد الأمير الحسين، والأمير علي بن الحسين، رئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والأميرة ريم علي، المفوض التنفيذي في الهيئة، حيث جال الملك في موقع الاستديوهات، التي ستجعل الأردن بمثابة مركز إقليمي لصناعة الأفلام، تنفيذاً للرؤية الملكية في هذا المجال، والتي تدعو إلى إبراز طبيعة المملكة المتنوعة، وتوفير الدعم الفني واللوجستي من قبل الهيئة، للموهوبين الأردنيين والاستثمار في طاقاتهم.
وخلال الجولة، تابع الملك تصوير مشهد من مسلسل "شارع طلال" التلفزيوني، الذي يتناول حكاية مدينة عمّان منذ الثلاثينيات حتى نهاية حقبة التسعينيات من القرن الماضي، حيث يعرض المسلسل الحياة الأردنية وتطورها منذ بداية الخمسينيات، مع تولى الملك الراحل الحسين بن طلال سلطاته الدستورية، كما يرصد التقدم الاجتماعي والعمراني لبيئتها وسكانها، عبر حكاية تتشكل أحداثها ومشاهدها في منطقة رأس العين وشارع طلال في وسط العاصمة، ويقوم الخط الرئيس لحكاية المسلسل على التحولات الاجتماعية، بما تتضمنه من أحداث ومشاهد مشوقة من الحياة اليومية لسكان رأس العين وتجار شارع طلال في ذلك الزمن، حيث تبرز الهوية الثقافية لمدينة عمّان من خلال حكايات بضع عائلات من أعراق وجنسيات مختلفة، والتي ستظهر عبر أحداث المسلسل التي ستنتهي بداية العام 1999 بوفاة الملك الحسين.
والمسلسل من تأليف وسيناريو وحوار مصطفى صالح وإخراج حسن أبو شعيرة، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم: ماهر خماش، أمل الدباس، قمر الصفدي، دانا جبر، نادرة عمران، مصطفى أبو هنود، ريم سعادة، حابس حسين، لونا بشارة، نبيل كوني، ديانا رحمة، محمد الإبراهيمي، نجوى قندقجي، علي عليان، اميرة سمير، ناريمان عبد الكريم، ولينا أبو رزق.
