في ظاهرة غريبة من نوعها، بدأت النساء في إيران مؤخراً بتقصير شعرهن وارتداء ملابس تتشبهن فيها بالرجال في محاولة للهروب من الشرطة الأخلاقية التي تنفذ عقوبات صارمة على النساء اللواتي لا يتقيدن بارتداء الحجاب.
وقامت العديد من النساء بمشاركة صورهن من دون حجاب على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الانستغرام، فيما ظهرت أخريات بقصات شعر قصيرة ويرتدين ملابس يمكن وصفها بالرجالية أكثر منها نسائية.
إحدى الناشطات نشرت صورة سيلفي لها على انستغرام بشعر قصير وهي ترتدي قميصاً قطنياً وسروال جينز وعلقت على الصورة: "أنا فتاة إيرانية، من أجل تفادي الشرطة الأخلاقية، قررت قصّ شعري وارتداء ملابس رجالية حتى أتمكن من التجول بحرية في شوارع إيران".
وقد أصبح الحجاب قضية مثيرة للجدل بشكل متزايد في إيران، وتزايدت حملات النساء ضد القوانين القمعية التي تقيد حرية النساء في المجتمع، وتفرض عليهن قيوداً صارمة في ما يتعلق بقوانين اللباس.
في الأشهر الأخيرة، تم تصوير مجموعة من الناشطات المدافعات عن حرية المرأة وهن يمشين في شوارع طهران بشعر مكشوف بكل ثقة، كما قمن بتشجيع السياح الغربيين على مخالفة قوانين ارتداء الحجاب أثناء زياراتهم للجمهورية الإسلامية، غير أن استجابة السلطات لهذه الحملة كان شديداً.
فقد تمت إقالة إحدى السياسيات من البرلمان الإيراني بعد نشر صور لها علناً من دون حجاب، رغم إصرارها على أن الصور تمت فبركتها.
وخلال الأسبوع الجاري، تم احتجاز 8 ناشطات قمن بنشر صور لهن بشعر مكشوف على مواقع التواصل الاجتماعي وصفت بأنها "فاضحة"، وبادرت إحداهن بتقديم اعتذار علني على التلفزيون الحكومي.
خوفاً من تداعيات مماثلة، كانت ردة فعل الكثير من النساء بتحويل ملفاتهن من علنية إلى شخصية تفادياً لأي مواجهات.
أصبحت قضية رفض النساء للحجاب حديث المجتمع الإيراني والدولي في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تتسم مواقفه بالتشدد أكثر من أسلافه في ما يخص قضية الحجاب، الذي أصبح إلزامياً منذ العام 1979.
ولكن حتى الآن، ورغم العقوبات المفروضة عليها تصر المرأة الإيرانية على كسر هذا القانون الذي تعتبره تمييزاً ضدهن.