عيد الأم مناسبة سنوية تُكرّم فيها الأمهات في جميع أنحاء العالم؛ اعترافا بأهمية دورهن الفاعل في المجتمع، وإن كانت مظاهر الاحتفال قد تختلف من بلد لآخر.
ويُحتفل بهذا اليوم بتبادل الهدايا، مثل الزهور والمجوهرات، إضافة إلى فعاليات خاصة، ومن المعتاد أن تتناول العائلات الطعام معاً، سواءً في المنزل أو خارجه. كما تؤدي وسائل الإعلام دوراً مهماً، إذ تُخصّص برامج لقصص تكريم الأمهات وأغانٍ تُشيد بجهودهن.
ما أصل تاريخ عيد الأم وكيف بدأ؟
قد يرجع أصل عيد الأم إلى العصور الوسطى أو حتى قبلها، إذ نشأ تقليدٌ يسمح لمن انتقلوا بعيدًا بزيارة أمهاتهم وأسرهم في "أحد ليتار"، وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير لدى معتنقي الديانة المسيحية، وأصبح هذا اليوم يُعرف باسم "أحد الأمهات" في بريطانيا.
لكن في عصرنا الحديث، جاءت بداية عيد الأم على يد آنا جارفيس، صاحبة الفضل في الاحتفال بعيد الأم التي أطلقت أول عيد أم في 12 مايو/أيار 1907، وفقا لموقع Britannica.
وكان الاحتفال عبارة عن حفل تأبين أقامته جارفيس لوالدتها الراحلة، تدعى آن، في كنيسة والدتها بمدينة جرافتون، غربي فرجينيا.
كانت والدة جارفيس تنظم مجموعات نسائية لتعزيز الصداقة والصحة، لذا قادت جارفيس حملةً لإنشاء عطلة تُقرّ بأهمية الأمهات لعائلاتهن، وتكللت جهودها بالنجاح، ففي غضون 5 سنوات، احتفلت جميع الولايات الأمريكية تقريبًا بعيد الأم.
وعلى الرغم من أن جارفيس روّجت لارتداء القرنفل الأبيض تكريمًا للأم، فإن العادة تطورت بارتداء قرنفل أحمر أو وردي لتمثيل الأم الحية أو قرنفل أبيض للأم المتوفاة.
وبمرور الوقت، أصبح الحدث مرتبطًا بإرسال البطاقات وتقديم الهدايا، واحتجاجًا على تسويقه، أمضت جارفيس السنوات الأخيرة من حياتها تحاول إلغاء العطلة التي أوجدتها.
تاريخ عيد الأم في الدول العربية والأجنبية
يختلف تاريخ عيد الأم من دول لأخرى، ويُشاع بأن تقليد عيد الأم بدأ في الغرب، مستمدًا من مهرجانات الربيع اليونانية والرومانية المُخصصة لآلهة الأمومة، ويوم أحد الأمومة الذي يُحتفل به في التقاليد المسيحية الأوروبية منذ القرن السابع عشر.
لكن أصول عيد الأم في أمريكا تعود إلى آنا جارفيس، التي تُعد مُبتكرة عيد الأم الحديث. أما في أستراليا، احتُفل بهذا العيد للمرة الأولى عام 1924 عندما زارت امرأة من سيدني، تُدعى جانيت هايدن، مستشفىً، حيث اكتشفت العديد من الأمهات المسنات الوحيدات.
وسعت هايدن إلى مساعدتهن وتقديم هدايا لهن تعبيرًا عن شكرها وتقديرًا لدورهن كأمهات. ولتحقيق ذلك، دعت مجموعة متنوعة من المدارس والشركات للتبرع بهدايا لهؤلاء النساء.
قصة عيد الأم في الدول العربية مختلفة، إذ بدأ الاحتفال من مصر على يد الكاتب مصطفى أمين في منتصف القرن العشرين، وانتشر بسرعة في جميع أنحاء المنطقة.
كانت مصر أول دولة عربية تحتفل رسميًا بعيد الأم، فقد اختارت يوم 21 مارس/آذار لتمثيل التجديد والتجدد مع حلول الربيع. وسرعان ما تبنت دول عربية أخرى هذا التاريخ ومعناه الأساسي، مضيفةً تقاليدها الثقافية الفريدة إلى الاحتفال.
لماذا يختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى؟
على مدار عقود، تنوعت تواريخ الاحتفال بعيد الأم في العالم في أوقات مختلفة من السنة، والسبب أن الاحتفال يعتمد على الفصول وطبيعة الطقس أو يرتبط بحدث معين، وهذه بعض الأمثلة:
دولة إثيوبيا: يحتفل الملايين بالأمهات في مهرجان "أنتروشت"، الذي يستمر 3 أيام، ويُقام في نهاية موسم الأمطار في أوائل الخريف، تحديدا مع تحسن الأحوال الجوية.
الولايات المتحدة: يُحتفل بها في ثاني يوم أحد من شهر مايو/أيار.
دولة تايلاند: تُقيم الدولة احتفالها بالأمومة في 12 أغسطس/آب، وهو عيد ميلاد ملكتها.
دولة المكسيك: يُحتفل بعيد الأمهات في 10 مايو/أيار، إذ يصطحب الناس أمهاتهم لتناول وجبة في المطاعم، وتغني لهم فرق المارياتشي أغاني مثل "لاس مانانيتاس".
دولة اليابان: كان يُحتفل بعيد الأم في الأصل في 6 مارس/آذار، وهو عيد ميلاد الإمبراطورة كوجون، لكن في عام 1949، تم تغييره إلى ثاني أحد من مايو/أيار؛ ليتوافق مع التاريخ الرسمي الذي حددته الأمم المتحدة فيما بعد.
الوطن العربي: يحتفل الملايين في أغلب الدول العربية بعيد الأم يوم 21 مارس/آذار، الذي يتزامن مع بدء فصل الربيع الذي يتميز بطقسه المبهج؛ في إشارة للتغيير للأفضل.
ما أول دولة احتفلت بعيد الأم في التاريخ؟
تاريخيا، نشأت أولى احتفالات الأمومة في مصر كجزء من تقاليد فرعونية، إذ كان المصريون القدماء يقيمون مهرجانًا سنويًا لتكريم إيزيس، إحدى أشهر آلهة مصر القديمة وأكثرها ديمومة، والتي كانت تُمثل الأم والزوجة المثالية، وكانت راعية الطبيعة والسحر.
وذكر موقع aucegypt أنه وفقًا للأساطير المصرية القديمة، كانت إيزيس زوجة أوزوريس، وعندما قُتل على يد ست، جمعت إيزيس أجزاء جسد أوزوريس المتناثرة في أنحاء مصر واستخدمتها لتلقيح نفسها.
ثم أنجبت حورس، الذي انتقم لموت والده وقتل ست، ليصبح أول حاكم لمصر. نتيجةً لذلك، اعتُبرت إيزيس أم جميع الفراعنة، وأصبحت رمزًا للأمومة، وأُقيم مهرجان سنوي لتكريمها.
أما في المجتمعات القديمة، مثل اليونان وروما، كانت المهرجانات تُقام للاحتفال وتكريم ريا وسيبيلي، آلهتي الأم.
لكن في العصر الحديث، تتجلى الأشكال الحديثة للاحتفال بالأمومة في عيد "أحد الأمومة" المسيحي. أيضا احتفلت جميع الولايات الأمريكية تقريبًا بعيد الأم خلال العقد الأول من القرن المنصرم، لكن تحول الاحتفال بعيد الأم إلى عطلة وطنية عام 1914 عندما أعلن الرئيس الأمريكي الراحل وودرو ويلسون الأمر.
