في رحلة الحياة، نواجه سلوكيات من بعض الأشخاص قد تبدو غريبة ومؤذية، تجعلنا نتساءل: كيف يفكرون؟ ما الذي يدفعهم إلى التصرف بهذه الطريقة؟.
في محاولة لفهم دوافعهم، نكتشف أنهم يمتلكون ترسانة من الأعذار والتبريرات لأفعالهم، مهما كانت غير أخلاقية أو ضارة.
هنا سنكشف النقاب عن 10 حجج أكثر شيوعًا يستخدمها الناس لتبرير سلوكهم السيئ.
هكذا تسير الأمور في العالم
يستخدم بعض الناس مقولة "هكذا تسير الأمور في العالم" لتبرير سلوكهم السيئ أو غير الأخلاقي.
يُجادلون بأن العالم مكان قاسٍ وأن الجميع يتصرف بطريقة معينة، لذلك لا حرج عليهم في التصرف بالطريقة نفسها.
هذا المبرر خاطئ؛ لأنه يتجاهل إمكانية الاختيار والمسؤولية الشخصية، ويمكن للناس أن يختاروا التصرف بشكل أخلاقي وعادل، حتى لو كان العالم من حولهم مليئًا بالظلم والقسوة.
هذا ما فعله غيري
يبرر بعض الناس إلى إلقاء اللوم على تصرفات الآخرين لتبرير سلوكهم السيئ.
ويزعمون أنهم تصرفوا بطريقة معينة؛ لأن شخصًا آخر فعل ذلك أولاً، أو لأنهم كانوا يتبعون سلوكًا شائعًا أو مقبولًا اجتماعيًا.
هذه الحجة غير مقنعة؛ لأنها تتنصل من المسؤولية الشخصية، وتُلقي باللوم على الآخرين، وتستخدم كذريعة لتبرير السلوك غير الأخلاقي أو المؤذي.
الغاية تبرر الوسيلة
يستخدم بعض الناس مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" لتبرير سلوكهم غير الأخلاقي أو الضار.
يُجادلون بأن أهدافهم النبيلة تبرر أي أساليب يستخدمونها لتحقيقها، حتى لو كانت هذه الأساليب تؤذي الآخرين.
لا يجوز لأي شخص أن يُضحي بمشاعر الآخرين، أو يتصرف بطريقة غير أخلاقية لتحقيق أهدافه.
البيئة سيئة
يلجأ بعض الناس إلى إلقاء اللوم على بيئة المكان، مثل مكان العمل، لتبرير سلوكهم السيئ.
وقد يزعمون أن ظروفًا خارجية، مثل جودة الهواء أو ضغط العمل، أدت إلى تصرفاتهم غير المقبولة.
هذه الحجة غير مقنعة؛ لأنها تتنصل من المسؤولية الشخصية، وتُلقي باللوم على عوامل خارجة عن سيطرة الشخص.
ولا يتوجب استخدام الظروف الخارجية كذريعة لتبرير السلوك غير الأخلاقي أو المؤذي.
الماضي أجبرني
يستخدم بعض الناس تجاربهم الماضية، مثل صدمات الطفولة أو العلاقات السابقة، لتبرير سلوكهم السيئ في الحاضر.
وُيجادلون بأن ماضيهم أجبرهم على التصرف بطريقة معينة، حتى لو كانت هذه الطريقة مؤذية للآخرين.
في حين أن ماضي الشخص قد يؤثر في سلوكه ويدفعه للتعاطف، ولا يعفيه من المسؤولية عن أفعاله.
ولا ينبغي للشخص استخدام الماضي كذريعة لإيذاء الآخرين أو التهرب من تحمل المسؤولية.
كانت نواياي طيبة
الناس الذين يعتذرون باستخدام عبارة "كانت نوايانا طيبة" يميلون إلى التركيز على دوافعهم الأولية دون الاعتراف بالعواقب السلبية التي نتجت عن أفعالهم.
يشبهون تصرفاتهم بفيلم سيئ، حيث تبدأ المقدمة بشكل جيد، لكن الفيلم ينتهي بشكل كارثي.
وبدلاً من التركيز على نواياهم، والاعتراف بالضرر الذي تسببوا به، وأن يعتذروا بصدق. يرجعون ذلك لنواياهم.
أنت حساس
يلجأ بعض الناس إلى إلقاء اللوم على ضحايا سلوكهم السيئ من خلال اتهامهم بكونهم "حساسين جدًّا".
ويُبررون سلوكهم العدواني أو غير المسؤول بوضع مسؤولية شعور الضحية على عاتقها، بدلاً من الاعتراف بأخطائهم.
هذه النظرة تفتقر إلى التعاطف والمسؤولية، وتُظهر عدم احترام مشاعر الآخرين.
بدلاً من ذلك، يجب على هؤلاء الأشخاص أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم، وأن يعتذروا عن أي ضرر تسببوا به.
الضحية هو السبب
يختار بعض الناس إلى إلقاء اللوم بالكامل على ضحاياهم لتبرير سلوكهم السيئ للغاية.
فبدلًا من الاعتراف بخطئهم، يخترعون قصة تجعلك تبدو كالشيطان الذي أجبرهم على إيذائك.
على سبيل المثال، قد يتخلى عنك صديق خلال أزمة صعبة، ثم يخبر الآخرين بأنك كنت شخصًا سيئًا يستحق المعاملة السيئة التي تلقيتها منه.
وقد يبالغون في وصف أفعالك، أو يختلقون أشياء لم تفعلها قط لتبرير تصرفاتهم.
ويجعلونك تظهر بشكل أسوأ، كلما شعروا بأنهم أقل مسؤولية عن أفعالهم المؤذية.
عدم التوافق
يستخدم بعض الأشخاص عدم التوافق كذريعة للتهرب من المسؤولية عن أفعالهم السيئة.
ويرجعون حجتهم أنكما غير متوافقين، وأن هذا يبرر سلوكهم السلبي تجاهك.
يعتبر هذا تشبيهًا ضعيفًا، فمجرد كونكما لا تتماشيان تمامًا لا يعني أن بإمكان أحدهما التصرف بطريقة غير مقبولة.
على سبيل المثال، لأنك تفضل التصرف باحترام، بينما لا يفعل الطرف الآخر، فهذا لا يعطيه الحق في معاملتك بشكل سيئ.
إذا كان أحدهم يتصرف بشكل غير لائق، فعليه أن يتحمل المسؤولية عن ذلك بغض النظر عن مدى توافقكما.
نسيان مزعوم
يلجأ بعض الأشخاص إلى إنكار تام لأفعالهم السيئة أو تشويش متعمد للتفاصيل المحيطة بها.
ويأملون من خلال التصور بأنهم نسوا تمامًا ما حدث، أو التهرب من تحمل المسؤولية عن أفعالهم. يعتبر هذا السلوك، الذي يشبه بشكل كبير "فقدان الذاكرة الانتقائي"، محاولة يائسة للهروب من الشعور بالذنب.
ونسيانهم المزعوم لما فعلوه لا يجعلهم أقل سوءًا - بل على العكس، فهو يكشف عن جبنهم وعدم رغبتهم في مواجهة عواقب أفعالهم.