لطالما كانت "السعادة" هاجس البشر الأوّل على مرِّ العصور والأزمان، فجميعهم حاولوا البحث عنها، كلٌّ على طريقته، منهم من بحث عنها في المحيط من حوله، ومنهم من اجتاز الصحاري والبحور سعياً وراءَها، وعلى الرّغم من تباين نتائج البحث، إلا أنّ ذلكَ لم يكبح جماح رغبتهم في البحث مجدّداً، علّهم يعثرون على السّعادةِ الحقيقيّة.
ومع استمرار البحث تمكّنت دراسةٌ حديثة من اكتشاف ثلاثة عوامل قادرة على حل هذه المعضلة، وإظهار العناصر التي تولد السعادة والفرح عند الإنسان.
حيث وجدت الدراسة التي قام بها جوناثان هايت وجنيفر سيلفرز، بعد متابعة ردود أفعال الأمهات على شريط فيديو بُث على برنامج "أوبرا" التلفزيوني، أن التواصل والتعاطف بين البشر يقوي من إفرازات الأوكسيتوسين ويفعل من آثار العصب الرئوي المعدي، المحفزين للسعادة.
وحول عملية وصول الإنسان إلى السعادة، بين هايت، أن السعادة البشرية تنبع من عملية التفاعل بين جسم الإنسان ومحيطه، حيث أشار إلى وجود ثلاثة عوامل من شأنها تحسين حالة الإنسان النفسية.
التواصل بين البشر
يُعد التواصل مع الآخرين، ومشاركتهم مشاعرهم وتقدير إنجازاتهم عاملاً أساسياً، وبالمقابل فإن الإنسان يجب أن يسعى نحو الوصول إلى هدف "أسمى منه"، مما يعطيه دافعاً للاستمرار بالحياة.
التطوّع لخدمة الآخرين
ولاحظت الدراسة أن عملية التطوع لخدمة الآخرين من شأنها أن ترفع من معنويات البشر، وتشعرهم بنوع من الرضا الشخصي عن ذاتهم، بحيث تشتد هذه الظاهرة وقت الأزمات.
متابعة أخبار العالم عبر الإنترنت
ويضيف علماء آخرون عنصراً آخر، قد يؤدي إلى السعادة، وهو متابعة الكون وأحداث العالم عبر الإنترنت خصوصاً على برنامج "غوغل إيرث"، الذي من شأنه أن ينقل مستخدمه في رحلة افتراضية حول العالم، مما يثير في قلبه البهجة.
كما بيّنت أبحاثٌ أخرى أن السعادة مرتبطة بهرمون الأوكسيتوسين، والذي يعرف باسم "هرمون الحب" لأنه يفرز أثناء الاجتماع واللقاء مع الأحبة، كما أنه مرتبط بحالات الشعور بالثقة والوفاء.
ومن ناحية أخرى لاحظ خبراء أن شعورنا بالسعادة يرتبط أيضاً بالعصب الرئوي المعدي، وهو العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ وينتهي بالجهاز الهضمي، رابطاً عضلات الوجه بالقلب والرئتين، حيث يقوم هذا العصب بإيصال الرسائل بين الجهاز العصبي والأعضاء الرئيسية في الجسم البشري، وهو يخفف من نبضات القلب ويهدئ جهاز المناعة البشري.