إلى جانب الفجوة في المساواة بين الجنسين والعوائق التي تحول بين المرأة وبين تبوئها مناصب مؤثرة، تبرز القضايا الصحية التي تواجهها المرأة في العالم كله كواحدة من أكبر القضايا الكبرى وأهمها.
ومع أن دراسة بريطانية حديثة أجريت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة كانت قد أشارت إلى وجود تقدم في معالجة القضايا الصحية المتعلقة بالمرأة، إلا أن هناك فجواتٍ كبيرة ما تزال تنتظر الدراسة والمعالجة.
ومن القضايا الصحية التي يمكن طرحها لمناسبة اليوم العالمي للمرأة سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، والانتحار، وأمراض القلب والأوعية، وقضايا تتصل بالصحة الإنجابية، والإيدز، وأمراض أخرى مرتبطة بإساءة المعاملة.
يعتبر سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر في النساء مقارنة بمشكلات أخرى، ففي كل عام تقتل هذه الأمراض ما يقرب من نصف مليون امرأة ولاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي لا تتوافر فيها بشكل كاف طرق الوقاية الكافية، والتي تعاني من تدنّي مستويات الوعي الصحّي.
تقول الدكتورة هانية فضل وهي مؤسسة مركز سرطان الثدي في الخرطوم: "في بلادٍ نامية كبلادنا ومع وجود التقاليد والأعراف، وخصوصاً في الريف، حيث يعتبر سرطان الثدي من المحرمات بل وكحكم الإعدام"، وتضيف: "لقد أدركت أهمية القيام بعمل شيء ما للتعامل مع هذا الموضوع المهم والملح جداً".
ووجدت الدراسة البريطانية أيضا أن الانتحار هو السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في العالم كله، من اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20-59 عاماً، كما أن المرأة هي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، وذلك بسبب الاختلافات البيولوجية ولكن أيضاً بسبب ضغط الأدوار والمسؤوليات بين الجنسين، وعلى سبيل المثال، فالنساء اللواتي يتعرضن لسوء المعاملة من شركائهن، هن أكثر عرضة وبأربعة أضعاف للانتحار من النساء اللواتي لا يتعرض له، كما يتفاقم الوضع أكثر بسبب عدم وجود خدمات الصحة النفسية، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض.
وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء في العالم، فالنساء معرضات للوفاة بأمراض القلب أكثر بثلاثة مرات من سرطان الثدي، ووفقاً لمنظمة الصحة البريطانية فإن النساء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل هن الأكثر عرضة للخطر في هذا المجال، ومن المعروف أن معظم النساء يتعرضن لأمراض القلب بسبب عوامل يمكن الوقاية منها، مثل التدخين وارتفاع الكوليسترول في الدّم، والنظام الغذائي، والسمنة أو السكري.
وهناك أيضاً الصحة الإنجابية والأمومة، فالعديد من النساء في جميع أنحاء العالم يناضلن لحماية أنفسهن ضد الأمراض المنقولة جنسياً، لكن الكثير منهن يفارقن الحياة أثناء الولادة، كما أنهن غير قادرات على الوصول لإجراء عمليات إجهاضٍ آمنة وقانونية، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نساء العالم النامي يتعرضن لهذه المشكلات أكثر من غيرهن، وأنه بمقدور تلك الدول الحد من هذه المخاطر لو توافرت الخدمات الأساسية المتعلقة بتنظيم الأسرة.
ومن المشكلات الصحية أيضاً الإيدز، فقد أورد برنامج الأمم المتحدة المشترك في عام 2014 أنه يأمل في القضاء على وباء الإيدز، باعتباره تهديداً عالمياً وذلك بحلول عام 2030، وهذا يعني مساعدة النساء ومنع إصابتهن بهذا الفيروس، وتقول منظمة الصحة العالمية إن السبب الرئيسي لوفاة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاماً من العمر هو فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
وأخيراً هناك المشكلات الصحية المتعلقة بالعنف تجاه النساء، فقد أوردت منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل ثلاث نساء ممن تقل أعمارهن عن الخمسين يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من شريك حياتهن، أو من آخرين، وهذه المشكلات ترفع من نسبة تعرضهن لمشاكل صحية نفسية كالاكتئاب وغيره أو للإجهاض غير المدروس.
يُذكر أن اليوم العالمي للمرأة يصادف في الثامن من مارس من كل عام حيث تراجع الدول والمؤسسات المعنية بقضايا المرأة الإنجازات التي تحققت وتلك التي ينبغي تحقيقها.