أيام قليلة تفصلنا عن يوم عرفة، الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أحد الأيام المباركة الذي يحظى بمنزلة عالية رفيعة في الدين الإسلامي، وهو اليوم الذي يسبق مباشرة عيد الأضحى المبارك.
ووفقا للحسابات الفلكية، فإنه من المقرر أن يوافق يوم عرفة هذا العام السبت 15 يونيو 2024، على أن يكون أول أيام عيد الأضحى المبارك الأحد 16 من الشهر ذاته.
وفي هذا اليوم المبارك، الذي يوصف بأنه "خير يوم طلعت فيه الشمس"، يجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد، وهو على صعيد عرفات، لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
وتعرف منطقة عرفة بأنها تقع عند جبل صخري طوله تقريباً 300 متر يقع بين مكة المكرمة والطائف، وتبعد عن الحرم المكي نحو 23 كم، وعلى بُعد 10 كم من منى، و 6 كم من مزدلفة.
وفي عرفة الحج الأكبر والوقفة التي هي ركن من أركان الحج لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "الحج عرفة"، وفي وسط الجبل شاخص إسمنتي طوله 7 متر يميزه عن باقي الجبال.
قالت وزارة الحج والعمرة في السعودية إن يوم عرفة سمي بهذا الاسم "نسبة إلى الجبل الذي يقال إن الناس كانوا يتعارفون فيه، وقيل أيضاً سمي بذلك لأن آدم وحواء عندما هبطوا من الجنة التقوا فيه فعرفها وعرفته، وهناك روايات أخرى تدل على نفس المعنى المخصوص بالاسم".
وجبل عرفة سهل منبسط محاط بقوس من الجبال، ويسمى هذا الجبل بأسماء مختلفة، مثل جبل عرفة، جبل التوبة، جبل الرحمة، والصعود عليه ليس من السنن المتعلقة بالحج، فقد وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسفل الجبل ولم يصعد عليه، لذا فلا يستحب للمسلم أن يتعبد الله بصعود الجبل، اقتداء بالرسول.
ومن أفضال يوم عرفة كثرة عتق الله لعباده من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة.
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويختلف موعد بدايته ونهايته باختلاف الهدف إذا كان الصوم أو الحج.
وبالنسبة للراغبين في صيام هذا اليوم المبارك، فإن صوم يوم عرفة يبدأ بأذان الفجر، وينتهي بأذان المغرب كما هو معتاد في الصوم الإسلامي.
أما بالنسبة لحجاج بيت الله الحرام، فإن وقت الوقوف في عرفة يكون من طلوع فجر يوم التاسع من ذي الحاجة إلى طلوع فجر يوم النحر، أي فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن وقت الوقوف بعرفة والنفرة منها محل خلاف بين الفقهاء، لكنهم أجمعوا على أن ما بعد الزوال هو وقتٌ صحيحٌ للوقوف بعرفة، وأن وقت الوقوف ينتهي بطلوع فجر يوم النحر، وأن مَن جمع في وقوفه بعرفة بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام ولا شيء عليه، وأن من وقف بعرفة ليلة النحر فحجه صحيح.
ليوم عرفة فضل عظيم؛ إذ ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر -رضي الله عنه- عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله -تبارك وتعالى- إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة.
وبعرفة نزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
ومن الأعمال المستحبة في يوم عرفة ما يلي:
- الصوم: صيام يوم عرفة سنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله، وسلم وحثَّ عليه في حديثه: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، أخرجه مسلم.
- الصلاة: من أفضل الأعمال في يوم عرفة المحافظة على الصلاة في جماعة والتبكير إليها.
- حفظ الجوارح عن المحرمات؛ إذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للفضل ابن عباس يوم عرفة: يا ابن أخي هذا يوم من ملك فيه سمعه، وبصره ولسانه غفر له"، رواه أحمد بسند صحيح، وزاد البيهقي: من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة.
- صلاة النوافل: جاء في حديث مسلم أن "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ"، لذا من المستحسن الإكثار من صلاة النوافل تقربا لله في هذا اليوم المبارك.
- الإلحاح في الدعاء: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
- شهادة التوحيد: من الأعمال المستحبة الإكثار من شهادة التوحيد، وفيه قول "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
- الأعمال الصالحة: الإكثار من الأعمال الصالحة محمود في يوم عرفة، مثل: الصلاة على النبي والاستغفار والإكثار من ذكر الله بالحمد والتهليل والتكبير والتسبيح وقراءة القرآن وفعل الخير.
- صلة الأرحام: من أفضل الأعمال يوم عرفة صلة الرحم وبر الوالدين ونشر المحبة والود بين الناس.
يحرص ملايين المسلمين على صوم يوم عرفة، باعتباره يوما مباركا يكفر الله بصيامه ذنوب عام سابق وعام قادم، لكنه لا يستحب صيام الحاج فيه.
وشرحت دار الإفتاء المصرية أن صوم يوم عرفة مستحب لغير الحاجِّ، بل ويكره صيامه للحاجِّ إن كان يضعفه الصومُ عن الوقوف والدعاء، وفقا لما جاء في "تحفة الفقهاء" للعلامة السمرقندي (1/ 343، ط. دار الكتب العلمية): [وَأما صَوْم يَوْم عَرَفَة فِي حق الْحَاج: فَإِن كَانَ يُضعفهُ عَن الْوُقُوف بِعَرَفَة، ويخل بالدعوات فَإِن الْمُسْتَحبَّ لَهُ أَن يتْرك الصَّوْم؛ لِأَن صَوْم يَوْم عَرَفَة يُوجد فِي غير هَذِه السَّنة، فَأَما الْوُقُوف بِعَرَفَة، فَيكون فِي حق عَامَّة النَّاس فِي سنة وَاحِدَة، وَأما إِذا كَانَ لَا يُخَالف الضعْف فَلَا بَأْس بِهِ، وَأما فِي حق غير الْحَاج فَهُوَ مُسْتَحبٌّ؛ لِأَن لَهُ فَضِيلَة على عَامَّة الْأَيَّام].
وجاء في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (2/ 79، ط. دار الكتب العلمية): [وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ: فَفِي حَقِّ غَيْرِ الْحَاجِّ مُسْتَحَبٌّ؛ لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِالنَّدْبِ إلَى صَوْمِهِ، وَلِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْأَيَّامِ، وَكَذَلِكَ فِي حَقِّ الْحَاجِّ إنْ كَانَ لَا يُضْعِفُهُ عَنْ الْوُقُوفِ وَالدُّعَاءِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ الْقُرْبَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ يُضْعِفُهُ عَنْ ذَلِكَ يُكْرَهُ؛ لِأَنَّ فَضِيلَةَ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ؛ مِمَّا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّنَةِ] اهـ.
فضل يوم عرفة عظيم استنادا للأحاديث التي رويت عن النبي في هذا الشأن، والتي تكشف المكانة الكبيرة لهذا اليوم عند الله باعتباره يوما مشهودا، إذ تشهد الملائكة هذا اليوم، ويؤدي فيه الحجاج مناسك الحج، فتنزل بركات الله تعالى عليهم في هذا الموقف العظيم على جبل عرفات.
وورد عن فضل صوم يوم عرفة في "صحيح مسلم" عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وآله، وسلم أنه قال: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، ما يعني أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويَحُول بين صائمة وبين الذنوب في السنة الآتية بإذن الله.
الدعاء في يوم عرفة هو خير الدعاء وأعظمه، لقوله صلى الله عليه وسلم: خير الدعاء دعاء عرفة، لذا يكثر بحث المسلمين عن أفضل صيغ الأدعية للتقرب إلى الله في هذا اليوم المبارك.
وقالت دار الإفتاء المصرية إنه ليس هناك دعاء مخصوص ليوم عرفة، موضحة أن كل إنسان يدعو بما تيسر له ولأهله وأحبائه، وقدمت مجموعة صيغ في هذا الصدد على رأسها دعاء النبي يوم عرفة.
وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
كما ورد عن الرسول في دعاء وقفة عرفة قوله: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
ومن الأدعية المستحسنة في يوم عرفة:
- اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلِم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا.
- اللّهم إنّي أسألك إيماناً دائماً، وأسألك علماً نافعاً، وأسألك يقيناً صادقاً، وأسألك ديناً قيّماً، وأسألك العافية من كلّ بَليّة، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس.
- اللهم أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك مخبتًا إليك أوّاها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.
- اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة. اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي، وتغفر لي وترحمني.
- اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
ونشرت دار الإفتاء عددا من الأدعية المستحب ترديدها في يوم عرفة وأبرزها:
- سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ سَرِيعَ الْآلَاءِ، رَاحِمَ الضُّعَفَاءِ، بَارِئَ الْبَرَايَا، خَلَقْتَ الْخَلْقَ لِتَسْبِيحِكَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، مَدَدْتَ الْأَرْضَ وَحَكَمْتَ بِالْقِسْطِ، وَأَقَمْتَ الْمِيزَانَ، إِلَيْكَ أُدِّيَ الْحَمْدُ وَارْتَفَعَ إِلَيْكَ ثَمَرُ التَّسْبِيحِ وَصَعِدَ إِلَيْكَ وَقَارُ التَّقْدِيسِ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْجَبَّارُ، ذُو الْجَبَرُوتِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا يَطَّلِعُ عَلَى غَيْبِكَ أَحَدٌ وَلَا يَظْهَرُ مِنْ أَمْرِكَ إِلَّا مَا شِئْتَ، بِيَدِكَ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ، وَبِيَدِكَ الْمَفَاتِيحُ وَالتَّقْدِيرُ، وَبِيَدِكَ مُلْكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَعْلَمُ مَا يَكُونُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ، وَظُلُمَاتِ الْبُحُورِ، تَعَالَيْتَ وَتَجَبَّرْتَ فِي مَجْلِسِ وَقَارِ كُرْسِيِّ عَرْشِكَ، تَرَى كُلَّ عَيْنٍ، وَعَيْنٌ لَا تَرَاكَ، وَتُدْرِكُ كُلَّ شَيْءٍ وَشَيْءٌ لَا يُدْرِكُكَ، تُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَأَنْتَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
- اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْينِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْعَدْلِ أَوِ الْحُكْمِ فِي الْغَضَبِ أَوِ الرِّضَا، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَبِيدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الموت، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَأَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ.
- اللَّهُمَّ أَحْيِنِي حَيَاةَ مَنْ تُحِبُّ حَيَاتَهُ، وَبَقَاءَهُ، وَتَوَفَّنِي وَفَاةَ مَنْ تُحِبُّ وَفَاتَهُ وَلِقَاءَهُ، اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيَّ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيَّ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا مَا أَمَرْتَنَا بِهِ، وَاحْفَظْنَا عَمَّا نَهَيْتَنَا عَنْهُ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ، وَلَا تُعَذِّبْنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ، اخْتِمْ آجَالَنَا بِأَحْسَنِ أَعْمَالِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِجُودِكَ وَبَذْلِكَ وَمَنِّكَ وَطَوْلِكَ وَعَظَمَتِكَ وَبَهَائِكَ مَغْفِرَةَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ، يَا مَنْ إِلَيْهِ الْإِيَابُ وَعَلَيْهِ الْحِسَابُ، حَاسِبْنَا حِسَابًا يَسِيرًا، لَا تَقْرِيعَ فِيهِ وَلَا تَأْنِيبَ، وَلَا مُجَازَاةَ وَلَا مُكَافَأَةَ، اللَّهُمَّ أَجِزْنَا الصِّرَاطَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.