من مقولة: "كل فتاة بأبيها معجبة"، ننطلق للتأكيد على مدى إعجاب الفتاة بأبيها، واعتباره السند والنموذج الذي تبحث عنه في شريك عمرها، آملة أن يشبه أباها في قدوته ومثاليّته، كما قال الأخصائي النفسي ممدوح سعيد لـ "فوشيا".
أما هي فتمثل في حياة أبيها، تلك الريحانة التي تمنحه العطر والحب والاهتمام، والقائمة على خدمته أحياناً بعد قضاء يوم طويل من الأحداث والأعمال.
يمضي العمر، ويراها قد كبُرت وأصبحت يانعة جاذبة للأنظار بجمالها وجميل صفاتها، فيما الشباب يتهافتون للزواج بها، وانتقالها إلى مكان آخر ربما قد حان.
ردود أفعال مؤثرة التقطتها عدسات المصورين لحظة رؤية الآباء لبناتهنّ بالفستان الأبيض، لم تمنعهم من حبس دموعهم؛ فمنهم من احتضن ابنته، وآخر حملها، وآخر غنّى ورقص معها، وآخر ألقى لها قصيدة مؤثرة أبكت الحاضرين.
مشاعر متناقضة
وصف سعيد، مشاعر الأب في تلك اللحظة بالمتناقضة، فمرّة ممزوجة بالفرح ومرة بالحزن أو القلق، لا سيما أن ابنته الصغيرة ستؤسس لأسرة جديدة، وستغيب عنه بصورة لم يعتَد عليها، أما قلقه فهو من أجل مستقبلها مع زوج لم يُفصح عن كل ما لديه بعد.
وبذلك، فإن تلك الأسباب كافية ومقنعة لما ينتابه في يوم زفاف ابنته، وقد تشفي دموعه غليل آلام هذا الفراق الصعب، كما رأى.
دموع مُبرَّرة
هي دموع مبرَّرة تحكي قصة نجاحه وشعوره بتحقيق رسالته نحو ابنته بالشكل السليم، وتعبه من أجلها لم يذهب سُدى.
وقال سعيد: "إن رؤية الأب ابنته في "الفستان الأبيض" لا يضاهيه أيّ شعور؛ فمن غير السهل عليه تسليمها بيديْه إلى رجل آخر من البيت الذي كبرت ونالت من الحب والدلال فيه الكثير، ويدرك أنه لن يراها ويتحدث معها بالشكل الذي كان معتاداً عليه، أما الحيز الذي كانت تشغله فحملته إلى مكان آخر".
وانتهى الأخصائي، إلى أن تلك المشاعر بديهيّة الحدوث من الرجل الذي يتمنى لها كل الخير والسعادة في حياتها الجديدة؛ لأنها "ستظل طفلته الصغيرة مهما كبرت".