قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت العلاقة العاطفية قد أصبحت سامة أم لا، لا سيّما إذا كنتِ واقعة في الحب منذ مدة طويلة.
ومع ذلك، إذا كانت لديكِ مشاعر عدم اليقين، سواء أكانت نابعة من قلة الثقة أم الجدال المستمر أم السلوك المسيطر من أي طرف في العلاقة، فمن المفيد فهم العلامات المشيرة إلى سُمّية العلاقة.
وفي هذا الشأن تقول معالجة العلاقات والأسرة، جيمي برونستين: الحياة أقصر من أن تقضيها في علاقة سامة، ومع ذلك، من الأسهل قول ذلك من فعله، ولمغادرة علاقة سامة، ثقي بغريزتكِ واعلمي أنكِ تستحقين علاقةً صحية.
ومن أجل مساعدتكِ، نقدم لكِ هنا، أهم 5 علامات يجب الانتباه إليها، وتعني بأن الأمور قد تغيرت وأصبحت غير صحية وسامة.
الشعور بعدم الأمان
يُعدّ الشعور بالأمان، أيًا كان شكله عاطفيًا وعقليًا وجسديًا، ضرورة أساسية لأي علاقةٍ صحية، وبسبب ذلك فإن وجود أي نوع من الإيذاء الجسدي، مهما كان بسيطًا، يُمثل خطًا أحمر لا يجب تجاوزه.
وفي حال تعرضتِ لأي نوع من الإيذاء الجسدي من قبل شريككِ، لا تترددي في طلب المساعدة فورًا، كما يمكنكِ إخبار شخصٍ تثقين به، سواء أكان أحد أفراد العائلة أم صديقًا مقربًا، أم الجهات المعنية للتعامل مع حالات العنف الأسري.
وكوني على يقين بأنّ العودة إلى شريك مسيء، حتى مع وجود تدخلٍ علاجي، تبقى خطوة محفوفة بالمخاطر، فقد يتكرر الإيذاء مجددًا، ما يُعرضك لمزيد من الأذى النفسي والجسدي.
باختصار، لا تدعي الخوف أو الشعور بالذنب يمنعكِ من حماية نفسكِ.
النقد الدائم
يُعدّ النقد الدائم من العلامات الرئيسة على العلاقات السامة، لا سيّما عندما يوجهه شريككِ بكثرة لجعلكِ تشعرين بالسوء تجاه نفسكِ، كما تُشير خبيرة العلاقات شيرين برونستين، إذ بينما تُعدّ المحادثات الصريحة والنقد البناء ضرورية لنموّ أي علاقة، إلا أنّ الانتقاد اللاذع المُستمر يُدمّر الثقة ويُشعركِ باليأس.
وإذا كان شريككِ ينتقدكِ وينتقد كلّ شيءٍ تفعلينه كبيرًا كان أم صغيرًا، ويُركز على سلبياتكِ ويتجاهل إيجابياتكِ، ويُقلّل من شأنكِ ويُشعركِ بالدونية، أو يستخدمُ عبارات جارحة ومُهينة، فيجب أن تتحدثي معهِ، وأن تعبّري عن شعوركِ بالسوء من انتقاداتهِ، واطلبي منهُ التوقف عن ذلك.
ولا تتردّدي في إنهاء العلاقة إذا لم يُغيّر شريككِ سلوكهِ بعد محاولاتكِ المتكرّرة، فقد حان الوقت لإنهاء العلاقة لحماية صحّتكِ النفسية.
التملك
من الطبيعي أن تشعري بالحاجة إلى الشعور بالحبّ والاهتمام من شريككِ، لكن التملك يختلف تمامًا عن التعبير عن الحبّ، فالشريك المُتملّك قد يُصبح هاجسًا يهدّد سلامتكِ النفسية، وذلك من خلال مراقبة تحركاتكِ، ومعرفة مكانكِ في كلّ لحظة، ومحاولة التحكّم فيكِ.
ويعمل الشريك السام المتملك، على التضييق عليكِ في قضاء وقتٍ بمفردكِ مع صديقاتكِ أو عائلتكِ أو ممارسة هواياتكِ.
وفي حال لاحظت علاماتٍ مبكرة على السلوك المُتملّك، حافظي على مساحتكِ الشخصية واهتماماتكِ الخاصة.
وتذكري إذا واجهتِ التملك أنه حان الوقت لاتخاذ القرار بشأن علاقتكِ السامة، فأنتِ تستحقّين علاقةً تُشعركِ بالأمان والحرية، لا علاقة تُقيّدكِ وتُشعركِ بالخوف.
الغضب
الغضب المُفرط يُعدّ علامة خطيرة على العلاقات السامة، ويشمل ذلك، نوبات غضب متكرّرة، فقدان السيطرة على والانفعال لأسباب بسيطة.
وإذا كنتِ تلاحظين وجود هذه العلامات في شريككِ حاولي فهم أسباب الغضب، وهل هو ناتج عن ضغوطاتٍ خارجية أم عن مشاكل داخلية في العلاقة.
وتذكري أن الغضب عاطفة طبيعية، ولكن الغضب المُفرط يُدمّر العلاقات.
والعلاقة الصحية تُبنى على التواصل الصريح والاحترام المتبادل، لا على الغضب والعنف. وأنتِ تستحقّين علاقة هادئة تُشعركِ بالأمان، لا علاقة تُشعركِ بالخوف والتوتر.
الأسرة والأصدقاء قلقون
إذا كنتِ تشعرين بعدم اليقين في علاقتكِ، لا تتردّدي في الاستماع إلى ملاحظات عائلتكِ وأصدقائكِ، فهُم نظام دعمكِ الذين يخلصون لكِ يُقدّمون لكِ وجهة نظر موضوعية.
وإذا عبّر الأشخاص المقربون منكِ عن قلقهم حيال علاقتكِ، لا تتّخذي موقفًا دفاعيًا، بل استمعي بإنصاتٍ لما يقولونهُ وفكّري بوجهة نظرهم، وقيّمي آراءهم، فقد يرون أشياء لا تلاحظينها أنتِ، لا سيّما إذا كنتِ مُغرمةً بشريككِ.
وكذلك، اطرحي هذه المخاوف بوضوحٍ واحترام، وناقشا معًا كيفية حلّها. وقد تُساعدكِ على رؤية أمورٍ غائبة عنكِ. في حال كنتِ تعانين علاقةٍ سامة.
