أعلنت مكتبات بودليان التابعة لجامعة أكسفورد عن عرض مخطوطة نادرة للكتاب المقدس، للعامة لأول مرة منذ 300 عام، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لمكتبة ويستون، المقر الرئيسي لمجموعاتها الخاصة.
المخطوطة، التي تعد من أندر نسخ الكتاب المقدس، تعود إلى القرن الثالث عشر وتحتوي على ترجمة للعهد الجديد إلى الفرنسية القديمة. وقد ظلت لقرون ضمن ممتلكات العائلات الملكية، حيث كانت مملوكة في البداية لملك فرنسا، جان لوبون، قبل أن تنتقل إلى أفراد من العائلة المالكة الإنجليزية، وهم توماس لانكستر، وإدموند بوفورت، ودوق همفري.
وعلى الرغم من أن أسماء هؤلاء الملاك قد تم مسحها من المخطوطة على مر الزمن، فإن استخدام الأشعة فوق البنفسجية مؤخرًا كشف عن هذه الأسماء.
سيتمكن الزوار من رؤية المخطوطة النادرة في قاعة بلاكويل بمكتبة ويستون يومي 22 و23 مارس، في أول ظهور علني لها بعد قرون من الاحتفاظ بها في مجموعات خاصة.
كما ستتوفر للقراءة الرقمية عبر منصة بودليان ابتداءً من 21 مارس، ما يمنح الباحثين وهواة التاريخ فرصة لاستكشافها عن كثب.
وتميزت هذه المخطوطة بأحرف أولى مزخرفة بدقة، منسوبة إلى الفنان المعروف باسم "معلم شوليت"، أحد أشهر فناني المخطوطات في العصور الوسطى.
كما أنها تعد نسخة مبكرة من العهد الجديد مترجمة إلى الفرنسية لعامة الناس، ما يعكس تزايد الاهتمام في العصور الوسطى بقراءة النصوص المقدسة بلغات مفهومة، بدلاً من الاقتصار على اللاتينية.
تمكنت جامعة أكسفورد من شراء هذه المخطوطة بدعم من صندوق التراث الوطني التذكاري وصندوق الفنون وعدد من المتبرعين، بعد أن تم فرض حظر مؤقت على تصديرها من قبل الحكومة البريطانية.
وفي تعليقه على أهمية هذا الكشف، صرّح مارتن كوفمان، رئيس قسم المجموعات المبكرة والنادرة في مكتبات بودليان، قائلاً: إن عرض هذه المخطوطة اليوم هو امتداد للتقاليد العريقة لمكتبة بودليان، التي لطالما احتضنت بعضًا من أهم الوثائق التاريخية في العالم.
بعد عرضها الأولي، ستُعرض المخطوطة لاحقًا هذا العام ضمن معرض "الكنوز"، الذي يضم مجموعة من أهم المقتنيات الأثرية لمكتبة بودليان، مما يتيح فرصة إضافية للزوار للتعرف على هذا الأثر التاريخي الفريد.