لنبدأ معكِ بالسؤال إن كان لديكِ مخاوف من بعض الأمور في حياتكِ، كالارتفاعات الشاهقة، أو من الحيوانات الأليفة مثلاً؟ أو حتى العناكب والفئران وغيرها الكثير؟
وهل تمنعكِ هذه المخاوف من القيام بما تريدين القيام به، وينتج عنها قلق مفرط يسبب ضيقاً كبيراً؟
دعينا نخبركِ أن ما تشعرين به يدعى"الرهاب الاجتماعي"، وهو ما تشعرين خلاله باختلال كبير في قدرتك على القيام بواجباتكِ في بعض المجالات من الحياة اليومية، حيث يبدأ هذا الاضطراب في سن الطفولة أو بداية المراهقة، وتقريباً عند سن الخامسة عشر وقد يستمر عشرات السنين.
كما أن المصابين بالرهاب الاجتماعي يتأخرون في طلب العلاج، إما بسبب خجلهم من الحالة نفسها، أو خوفاً من مواجهتها والاعتراف بوجودها، على الرغم من تعدد أنواعه، وصعوبة التغلب عليه.
إلا أن الخطوة الأولى والمفاجئة والسهلة، تكمن بمجرد التفكير في علاج الرهاب الاجتماعي، هو وجود الأصدقاء، ذلك أن كسب المزيد من الأصدقاء، أو التقرب منهم أكثر، يعززون من التفكير الإيجابي، لكونهم الأقدر على تقديم الدعم النفسي دائماً.
وهذا فعلياً ما أظهرته الدراسات، فأولئك الذين يمتلكون دعماً اجتماعياً أكبر هم الأكثر ثقة بأنفسهم، وبالتالي ستنعكس هذه الثقة بالنفس على علاجهم من الرهاب الاجتماعي.
أما الخطوة الثانية والصعبة تكمن في مواجهة المخاوف بهدف إزالتها، وهذا الأمر يتطلب من المصاب الشجاعة والقوة، كما أن نتائجها أسرع وأفضل في علاج الرهاب الاجتماعي، ومن أمثلة ذلك: وجد أن مواجهة المخاوف لفترة كافية حتى التعود عليها قد يخلصك من خوف التعرض للإحراج، وكذلك الخوف من حكم الناس عليكِ، وهو ما يعرف بإزالة التحسس.
الخطوة التالية من أفضل ما يمكنكِ فعله هو التحكم بتسلسل أفكاركِ، والتي قد تقودكِ إلى الخوف اللامنطقي أو القلق، فبدلاً من التوجه نحو السلبية، يمكنكِ أن تسألي نفسكِ لماذا راودتكِ هذه الفكرة؟ وما هي البدائل الأخرى؟ وما هي النتائج من هذا التفكير؟ وما أهميتها؟ يمكنك أن تفكري مع نفسك، أو حتى أن تكتبي هذه الأفكار في ورقة لتسهل عليكِ التعامل معها.
ولكنكِ حتماً ستكونين في الطريق الصحيح إلى العلاج، خصوصاً إذا بدأتِ بملاحظة حالتكِ النفسية في كل خطوة، بحيث تدركين أن ما يمنعكِ من تقديم عرضٍ ما سببه الخوف الذي تعانين منه، هذا من جهة، وعندما تفصلين ما بين تفكيرك الشخصي وتفكيرك الناشئ من رهابك الاجتماعي من جهة أخرى.