كشفت دراسة حديثة أن الأفراد الذين يستهلكون كميات من الخضروات النيئة بشكل متكرر يحصلون على حجم إجمالي أعلى من المادة البيضاء في الدماغ، أما أولئك الذين يتناولون كمية أكبر من الفاكهة الطازجة لديهم عمومًا حجم إجمالي أقل من المادة الرمادية.
وتشير النتائج التي نشرت في مجلة NeuroImage، إلى أن الاستهلاك المنتظم للفواكه الطازجة والخضروات النيئة قد يكون له تأثير إيجابي على بنية الدماغ، إذ تعتبر مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية، وهي ضرورية للصحة العامة والرفاهية.
أهمية استهلاك الخضروات النيئة والفواكه
تساهم هذه الأطعمة في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان والسكري. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفواكه والخضروات النيئة الغنية بالألياف الغذائية، تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد في الحفاظ على وزن صحي من خلال إشعارك بالامتلاء والشبع.
كما تشير الدراسة إلى أن الاستهلاك العالي للفواكه والخضروات يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.
وكشفت دراسة أخرى وجود علاقة بين الاستهلاك العالي للفواكه والخضروات وانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي والخرف.
وعلى الرغم من هذه النتائج، فإن الآليات الفسيولوجية الكامنة وراء هذه الارتباطات لا تزال غير واضحة.
ما المادتان البيضاء والرمادية؟
المادتان البيضاء والرمادية هما النوعان الأساسيان من الأنسجة في الدماغ؛ إذ تتكون المادة الرمادية، التي تشكل الطبقة الخارجية للدماغ، من أجسام الخلايا العصبية، والتشعبات، والمشابك العصبية. في المقابل، تتكون المادة البيضاء، الموجودة أسفل المادة الرمادية، من ألياف عصبية تربط بين مناطق المادة الرمادية المختلفة؛ مما يسهل الاتصال عبر مناطق الدماغ المختلفة.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن تناول الفاكهة الطازجة على وجه الخصوص قد يكون له دور وقائي في مناطق قشرية محددة مثل الحصين في الدماغ، وهو منطقة تشارك بقوة في الفيزيولوجيا المرضية للخرف والاكتئاب؛ إذ إن لها دورًا مهمًا في استحصاف المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، وفي الذاكرة المكانية المسؤولة عن التنقل.
وفي الخلاصة، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان استهلاك الفاكهة والخضروات يؤثر بشكل مباشر على حجم الدماغ، أو ما إذا كان الأفراد الذين لديهم أحجام أكبر في مناطق معينة من الدماغ أكثر ميلاً إلى استهلاك الفواكه والخضروات؛ إذ تظل الاحتمالات الأخرى مفتوحة أيضًا. ومن الجدير بالذكر أن الارتباطات المرصودة ضعيفة نسبيًا.