قبل شهرين من بدء موسم الحج لعام 1445/2024، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية الاشتراطات والتوصيات الصحية الواجب توافرها في زوار بيت الله الحرام.
وأوضحت السلطات الصحية بالمملكة، في توصياتها، العديد من الجوانب، بداية من التطعيمات الضرورية للسماح بدخول الحرم المكي، مرورا بأمراض وحالات تمنع من السفر للحج، وانتهاء بتوصياتها لأصحاب الأمراض المزمنة ممن يرغبون في حج بيت الله الحرام.
وبجانب الفئات التي تمنع السعودية من قدومها لأداء فريضة الحج، تصدر بعض الدول قوائم تخصها بالمسموح لهم والممنوعين من زيارة بيت الله الحرام، وفقا لرؤية الإدارة المعنية والفرق الطبية.
أوصت وزارة الصحة السعودية الدول التي يفد منها ضيوف البيت الحرام الأخذ بعين الاعتبار خلو الحاج من الأمراض المتعارضة مع الحد الأدنى للاستطاعة البدنية، والتي لا يستطيع معها الحاج أداء المناسك.
ووفقا لذلك، أعدت الجهة المعنية قائمة بالأمراض التي تمنع أداء فريضة الحج 2024، وتشمل:
- الفشل الكلوي: تحديدا المتقدم الذي يستدعي الغسل الدموي أو البريتوني.
- فشل القلب: بالأخص المتقدم الذي تظهر أعراضه في حالة الراحة أو مع أقل مجهود بدني.
- أمراض الرئة المزمنة: وبالتحديد من تستدعي حالته الاستخدام المتقطع أو المستمر للأكسجين.
- تليف الكبد المتقدم: وخصوصا الحالات المصحوبة بعلامات الفشل الكبدي مثل: الاستسقاء، نزف الدوالي، أو نوبات فقدان أو نقص الوعي.
- الأمراض العصبية الشديدة: تحديدا التي تعيق الإدراك أو المصحوبة بإعاقات حركية شديدة، والشيخوخة المصحوبة بالخرف.
ولا يقتصر الأمر على الحالات السابق ذكرها، إذ تقوم الجهات الصحية في كل دولة بتحديد الفئات الممنوعة من أداء الفريضة؛ ما يعني أن بعض الدول تضيف حالات أخرى للقائمة.
ففي مصر، أعلنت وزارة الصحة حرمان فئات أخرى من الحج لعام 2024، إضافة للقائمة التي أصدرتها السلطات السعودية، لينضم إلى الممنوعين:
- حالات السمنة المفرطة المرضية: باعتبارها مشكلة صحية متشعبة تتطلب رعاية صحية، وتمنع أصحابها من الحركة والسفر.
- الحوامل: تحديدا حالات السيدات الحوامل في الأشهر الأولى والأشهر الأخيرة.
- الأمراض النفسية: ويتم تحديد الحالات المصابة بأمراض نفسية طبقا للتقارير الفنية، فضلا عن مرضى ألزهايمر.
- مرضى تليف الرئة: وهي حالة مرضية تنضم إلى فئة الأمراض المزمنة، وتتطلب رعاية خاصة.
- الحالات المتقدمة لبعض الأورام: وتشمل ذوي أمراض القلب والأوعية الدموية والتليف الكبدى والأورام.
الأمراض المزمنة والحج من الموضوعات التي خصصت لها وزارة الصحة السعودية مساحة كبيرة في دليلها الأحدث لأداء النسك، بهدف توعية الحجاج بكيفية الاعتناء بأنفسهم أثناء أداء الفريضة.
وبعيدا عن قائمة الأمراض الممنوع أصحابها من أداء الحج، فإن هناك توصيات من وزارة الصحة السعودية لأصحاب بعض الأمراض بتفضيل عدم السفر إلى الحج، إذا كانت حالته غير مستقرة، أو استشارة الطبيب المختص قبل أخذ القرار.
وقالت الوزارة السعودية، في دليل الحاج لعام 1445 هجريا، موجهة حديثها إلى من يرغب في أداء الفريضة: "إذا كنت أحد المصابين بالأمراض المزمنة استشر طبيبك للتأكد من استقرار حالتك الصحية وقدرتك على الحج".
أيضا أوصتهم بالتأكد من اصطحاب ما يفيد بحالتهم الصحية، إضافة إلى كمية كافية من الأدوية التي يتناولونها، على أن تكون في أغلفتها الأصلية، فضلاً عن التحصين ضد الأمراض المستهدفة بالتحصينات الأساسية، مثل: الدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، وشلل الأطفال والحصبة والجدري.
وتبعت ذلك بتخصيص جزء من الدليل لأصحاب أمراض القلب والسكري والربو والحساسية، يحتوي على إرشادات ونصائح للتعامل بشكل أفضل مع حالاتهم الصحية خلال الحج، كما يلي:
1- مرضى القلب والحج
يستطيع مريض القلب بوجه عام أن يؤدي مناسك الحج إذا كانت حالته الصحية مستقرة، ولكن يفضل عليه القيام بما يلي :
- راجع الطبيب قبل الذهاب للحج لتقييم الوضع الصحي
- خذ كمية كافية من الأدوية، واحفظها بطريقة آمنة ومناسبة.
- احمل بطاقة طبية أو تقريرا طبيا (يبين حالة المريض والأدوية التي يتناولها).
- تجنب التعرض لمجهود بدني زائد، واستخــدم الكرسي المتحرك أثناء الطواف والسعي وعند الإحساس بإجهاد.
- عند شعور المريض بأي ألم في الصدر أو ضيق في التنفس فعليه مراجعة أقرب مرفق صحي فورا.
2- مرضى السكري والحج
يمكن للمرضى المصابين بالسكري أن يؤدوا فريضة الحج بإذن الله، بعد إجراء الكشف الطبي ومعرفة مدى ملاءمتهم للحج، لكن عليهم أن يكونوا منتبهين لما قد يتعرضون له خلال ذلك.
وتشمل قائمة الأعراض التي يجب الانتباه إليها:
- نقص مستوى السكر في الدم، ويحدث نتيجة الإجهاد والتعرض للحرارة وتغير نظام الطعام والأكل.
- الإصابة بجروح أو تقرحات في القدمين أو غيرهما، بسبب كثرة الحركة والازدحام.
- التسلخات التي تحدث بسهولة عند مرضى السكـــري، بسبب الازدحام والتعرق الزائد واضطراب مستوى سكر الدم.
3- مرضى الربو والحج
قد يتعرض مريض الربو أثناء الحج لزيادة أعراض المرض وضيق التنفس، لذا عليهم:
- مراجعة الطبيب قبل أن يسافرَ إلى الحج للتأكد من حالته الصحية وقدرته على السفر، ولتذكيره بالخطوات التي يجب اتخاذها عندَ حدوث النوبات.
- حمل سوار حول المعصم يوضح اسمه وعمره، وتشخيص المرض ونوعية العلاج.
- أخذ بخاخات الربو بكميات كافية، وحفظها بطريقة مناسبة.
- قبل القِيام بأيِّ مجهود بدني، يُفضل استعمال موسِّع للشعب الهوائية، خاصة خلال الطواف والسعي ورمي الجمرات.
-أخذ قسط كافٍ من الراحة فور الانتهاء من كل منسك.
- تجنب الزحام الشديد تفاديًا لحدوث النوبات؛ لأنَّه من العوامل المثيرة للربو.
- المبادرة إلى استعمال البخاخ عند الشعور بأعراض نوبة الربو، مع مراجعة أقرب مرفق صحِّي أو مستشفى في حال التعرُّض لنوبة شديدة.
4- مرضى الحساسية والحج
في بعض الحالات قد تزيد أعراض الحساسية عند المصابين تجاه بعض المواد الموجودة في البيئة مثل: الأدخنة، والأتربة، والأطعمة، والمواد الكيميائية، وغيرها من العوامل التي تزداد خلال موسم الحج ، لذلك ينصح باتباع بعض الإرشادات للتخفيف من هذه المشاكل الصحِّية:
- تجنب الأماكن والأوقات والأعمال التي تثير الحساسية، مثل: التعرض المباشر لأشعَّة الشمس والزحام.
- يمكن للمصاب أن يأخذَ معه مضادَّات الحساسية المناسبة مثل: حبوب، أو بخَّاخات للأنف، أو قطرات للعين وفق الإرشادات الطبية، ولا تشكل الحساسية خطرًا على الحاج، إلَّا في حالات تفاقم حساسية الصدر (الرَّبو).
- عندما تكون الحساسيةُ ناجمة عن تناول أطعمة معينة يكون العلاج بتجنب تناول ذلك الطعام.
- إذا كان الحاج يعاني الحساسية المفرطة تجاه شيء معين؛ فيجب ارتداء سوار تعريفي حول معصمه يوضح ذلك، وإبلاغ طبيب الحملة بذلك؛ لتيسير التعامل مع حالته عند حدوث نوبة الحساسية.
كما يتساءل بعضهم عن الأمراض المعدية التي تمنع الحج، لكن لا توجد أمراض معدية تمنع أي مسلم من أداء الفريضة، لأن دخول الأراضي السعودية يتطلب الحصول على التحصينات اللازمة ضد الأمراض المعدية، وعلى رأسها:
- لقاح "كوفيد-19"
- اللقاح المضاد للالتهاب السحائي
- تطعيم التهاب الكبد الوبائي أ.