مع كثرة استخدامِك لمنتجات إزالة العرق في كل مرة تخرجين فيها من الحمام أو تغادرين المنزل، ربما تحول الأمر معك لنشاط معتاد تقومين به لا إراديا، لدرجة أنك تغفلين حتى الانتباه لمعرفة مدى تأثير تلك المنتجات في الحفاظ على انتعاش رائحة الإبط.
والحقيقة أن هناك أنواعا مختلفة من مزيلات العرق التي تباع بالأسواق هذه الأيام، والفكرة أنها تعمل بطرق مختلفة، ولهذا، فإن تأثيراتها تتفاوت من نوع لآخر بشكل كبير.
ولفهم الطريقة التي تعمل بها مزيلات العرق، من الضروري أولا فهم الطريقة التي تنبعث بها رائحة تحت الإبط. والموضوع باختصار هو أن هناك بكتيريا تعيش لدينا جميعا على أجسامنا وتقوم بتحليل إفرازات العرق التي تنبعث من غدد العرق الموجودة لدينا.
وفي حين أن العرق نفسه يكون بلا رائحة، فإن الحال ينتهي بالبكتيريا لإفراز تلك الرائحة الكلاسيكية المتعارف عليها من منطقة تحت الإبط، في الوقت الذي تتشرب فيه من العرق.
وصرح خبراء لموقع "هيلث لاين" أن هناك منتجين أساسيين يباعان في الوقت الحالي لمعالجة رائحة الإبط، هما: مزيلات العرق ومضادات التعرق. المنتج الأول وهو المزيلات يعمل بطريقتين، أولهما أنه يحتوي على عطور تخفي رائحة الجسم، وثانيهما أنه يُصنَّع من مركبات مخصصة لزيادة حمضية الجلد تحت الذراعين ومنع البكتيريا من التكاثر، وبالتالي الحد قدر المستطاع من مقدار الرائحة الكريهة المنبعثة في الأخير.
أما مضادات التعرق فتعمل في المقابل على سد مسام العرق؛ ما يعني أنه عند نزول العرق بكميات أقل، فإن الفرصة لا تتاح للبكتيريا كي تحلل العرق وتُحدِث الرائحة الكريهة.
وأمام هذا وذاك، ربما سبق لك أن سمعت عن نوع ثالث من المنتجات يعرف بـ "مزيلات العرق المضادة للبكتيريا"، فما هي بالضبط؟ وهل يجدر بك استخدامها أم لا؟ وهو ما نوضحه لك بمزيد من التفصيل في سياق السطور الٱتية، بحسب ما صرح به الباحثون.
هل كل مزيلات العرق مضادة للبكتيريا؟
بينما تزعم بعض مزيلات العرق أنها مضادة للبكتيريا، فالحقيقة أن ذلك لا يكون هو الواقع معظم الوقت، والأفضل أن يتم فحص المكونات التي تُصنَّع منها تلك المزيلات قبل الشراء.
وأوضح بهذا السياق دكتور غافين توماس، وهو أستاذ من جامعة يورك، في تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية، قائلا "تعمل مزيلات العرق الحديثة إلى حد ما كما القنبلة النووية أسفل الإبط، إذ تثبط أو تقتل العديد من أنواع البكتيريا بتلك المنطقة".
والحقيقة أن هناك أنواعا كثيرة من مزيلات العرق تحتوي على مكون يعرف بـ "تريكلوسان"، مهمته القضاء على البكتيريا، وهو ما يجعل من هذا المكون أحد العوامل المضادة الرائجة في مواجهة البكتيريا بمستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
فيما تحتوي بعض المزيلات الأخرى على كحول، كما الإيثانول، الذي يقول عنه الباحثون إنه فعال هو الآخر في القضاء على الميكروبات التي تعيش على سطح البشرة.
ومع هذا، فإن أفضل طريقة يمكن السيطرة من خلالها على رائحة الإبط هي التي تعتمد على استخدام مزيج يجمع بين مزيل العرق ومضاد التعرق، إذ يتيح هذا المزيج قوة مزيل العرق للقضاء على البكتيريا وقوة مضاد التعرق لمنع إفرازات العرق، وهو ما يقلل بشكل كبير بالتبعية من كمية البكتيريا التي تطلق الرائحة الكريهة التي تنبعث من تحت الإبط.
