كثيرة هي العوامل التي تحيط بنا وتتسبب في رفع مستويات التوتر لدينا، بدءا من الأوبئة العالمية، الصراعات العالمية وانتهاء بالأوضاع الاقتصادية، فكلها متغيرات تحظى بتأثيراتها المباشرة علينا من الناحية الصحية، كونها عوامل تضغط على نفسيتنا وأعصابنا.
والحقيقة أن التوتر والضغط العصبي قد يتسببان في حدوث بعض المشكلات الصحية، ذهنيا وبدنيا، كما الإصابة بأمراض القلب، زيادة الوزن، الشعور بوجع وألم، القلق وكذلك الاكتئاب.
وقال الباحثون إن بعض المواقف التي نشعر فيها بتوتر قد تصيبنا أحيانا باكتئاب يعرف بـ "الاكتئاب الظرفي"، وهو أحد أنواع الاكتئاب الكثيرة. وأضاف الباحثون أن المشكلة في هذا الاكتئاب أن أعراضه قد تُعطِّل الحياة اليومية وتؤثر على أداء الأشخاص العام، ما يصعب عليهم التركيز في العمل أو الاهتمام بالواجبات العائلية، على سبيل المثال.
قال الباحثون إن السبب الجذري للاكتئاب الظرفي يختلف عن سبب الاكتئاب العام. ورغم تشابه أعراض الاكتئاب الظرفي مع الاكتئاب السريري، مثل الحزن، القلق، فقدان الأمل، اضطراب النوم، التهيج، فقدان الحافز أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة، لكن هناك وجه اختلاف بينهما، وهو أن الاكتئاب الظرفي ينتج مباشرة عن ضغط حياتي كبير أو حدث مؤلم، وأن الأعراض سرعان ما تبدأ في الظهور بعد التعرض لهذا الحادث.
وغالبا ما يتم تصنيف الاكتئاب الظرفي على أنه اكتئاب اضطراب في القدرة على التكيف، وأن أعراضه غالبا ما تتحسن مع مرور الوقت، وهو ما يميزه كذلك عن الاكتئاب السريري.
- الموت
- الطلاق
- العنف
- كوارث طبيعية أو بشرية
- ضغوط مالية
- مرض
- التقاعد
- إنجاب طفل
- الصدمات الموجودة مسبقا أو مشاكل مرتبطة بالصحة العقلية
وفي حين أن الاكتئاب الظرفي غالبا ما يكون أكثر اعتدالا من الاكتئاب الشديد، ويسهل التعامل معه بشكل أفضل، فإنه يبقى اضطرابا حقيقيا بالصحة العقلية، وقد يؤثر على الحياة اليومية. وحال تُرِكَ هذا الاكتئاب بلا علاج، فإنه قد يؤدي إلى اكتئاب سريري مع مرور الوقت.
قد لا يتطلب الاكتئاب الظرفي العلاج على يد أخصائي صحة عقلية بالطريقة ذاتها التي يتطلبها الاكتئاب السريري. إذ يمكن السيطرة على أعراض الاكتئاب الظرفي من خلال التحدث إلى صديق محل ثقة، التأمل، ممارسة الرياضة، اتّباع نظام غذائي صحي وكتابة اليوميات.
لكن حين يؤثر الاكتئاب الظرفي على نشاطات الحياة اليومية المعتادة، فيمكن الاستعانة بأشكال علاجية أخرى، تعتمد على المزج بين العلاج، استراتيجيات المواجهة والأدوية؛ إذ يمكن لهذا المزيج أن يساعد المرضى ويحسن حالتهم عقب التعرض لحادث صادم.
ويمكن للتحدث مع طبيب أو أخصائي صحة عقلية أن يكون خطوة أولى على طريق تخصيص خطة علاجية عند شعور المريض بعدم القدرة على تحمل الأحداث والمتغيرات الحياتية، حيث يمكن لذلك أن يمنع تحول الاكتئاب الظرفي إلى اضطراب اكتئابي مزمن.