بطبيعة الحال، حين تداهمك بعض الآلام في الساقين، فإنك تبحثين عن الطرق التي تساعدك على التخلص منها، لكن ماذا لو لم تكوني على دراية بالأسباب وراء هذا الألم؟
بعيدا عن مشاعر الألم والانزعاج، قد تتسبب الآلام التي تصيب الساقين بشكل متقطع في إعاقة الحركة نوعا ما، فما الذي قد يتسبب في حدوث تلك الآلام بهذا الشكل العشوائي؟
علق باحثون على ذلك بقولهم إن آلام الساق الحادة المتقطعة تحدث فجأة، ويمكنها أن تحدث في أي منطقة بالساقين، كما أنها عادة ما تحدث بشكل متكرر. وحين تحدث، فإنها قد تتسبب في الشعور بوخز، تقلص، ألم وضعف. لكن ما يجب عليك معرفته هو أن ليس كل أنواع آلام الساق تعتبر حالات طارئة، تستوجب التدخل سريعا من الناحية العلاجية.
غير أنها تستوجب في الوقت نفسه عناية أخصائي رعاية صحية من أجل تشخيصها والوقوف على أسبابها الحقيقية. وبعد الانتهاء من الفحص، عادة ما تكون هناك قليل من الأسباب الشائعة متفاوتة الحدة، التي قد يحددها الطبيب، ويُرَجِّح وقوفها وراء تلك الآلام.
وربما تنتج بعض من تلك الآلام المتقطعة عن التعرض لإصابة بدنية في أربطة، عضلات أو أوتار الساق. وقد تشعرين بتلك الآلام بصورة مفاجئة خلال محاولتك المشي أو استخدام الساقين في أي من النشاطات. ولك أن تعلمي أن الحركات المتكررة، كما التمارين، قد تُسَبِّب ألما مزمنا بالساقين، وقد تنذر بوجود مشاكل أكثر خطورة.
هناك "متلازمة الحيز"، على سبيل المثال، من الممكن أن تتسبب في حدوث ألم أو تنميل في الذراعين أو الساقين نتيجة التلف الذي يصيب مجموعات الأنسجة العضلية. وبالمثل، يمكن أن تضغط عضلات الربلة المتضخمة على الشريان المأبضي الموجود خلف الركبة، ما يمنع تدفق الدم ويسبب ألما في الساق، يسمى انحباس الشريان المأبضي.
كما يمكن للتقلصات العضلية أن تتسبب في حدوث آلام بكلتا الساقين نتيجة لتقلص العضلات بطريقة غير سليمة. وربما تكون تلك التقلصات مرتبطة بتعب العضلات، الجفاف، سوء التهوية أو الإطالة بدرجة غير كافية، وهي الأمور التي يتعين عليك الإلمام بها.
آلام الساق قد تكون علامة على وجود مشكلات أخرى
لك أن تعلمي أن بعض الحالات التي تسبب آلاما مفاجئة بالساقين لا تكون ناتجة عن عدم شرب قدر كاف من المياه في الأجواء الحارة. بل عادة ما تحدث تلك الحالات نتيجة مشكلة صحية تؤثر على أعصاب الساقين. فيحدث اعتلال الجذور حين يتم الضغط على العصب الموجود في العمود الفقري وينتج عنه ألم في الجسم، كما الساقين.
ولك أن تعلمي أيضا أن الأعصاب التي تتعرض للضغط قد تنتج عن الوزن الزائد، الجلوس بطريقة خاطئة أو رفع أوزان ثقيلة دون استعداد سليم. ومن ناحية أخرى، ينتج اعتلال الأعصاب السكري عن ارتفاع نسبة السكر في الدم على المدى الطويل.
ويتسبب ارتفاع السكر في الدم في إتلاف الأعصاب والأوعية الدموية التي تغذيها، ما يمنعها من نقل الإشارات كما ينبغي، ومن ثم يظهر الألم أو الوخز في القدمين وكذلك الساقان.
وكذلك هناك مرض الشريان المحيطي الذي ينتج عن ضيق الشرايين وهو مرض شائع لدى المرضى المصابين بداء البول السكري من النوع الثاني، إذ يتسبب تراكم الترسبات بالأوعية الدموية في منع تدفق الدم كما ينبغي إلى الأطراف، ما يسبب ألما ووخزا.
وأخيرا هناك حالة نادرة تعرف بـ"المرض الكيسي العرضي"، تؤثر على تدفق الدم ويمكنها أن تسبب ألما في الساقين، نتيجة نمو كيس وضغطه على الشريان خلف الركبة.
