للشموع استخدامات كثيرة، وهناك من يداومون على إشعالها في المنزل بغرض خلق أجواء تبعث على الاسترخاء، وهناك من يستخدمونها لنشر روائح جيدة في المكان أو لتعزيز الحالة المزاجية العامة.
وهناك كذلك بعض الثقافات التي تستخدم الشموع كجزء من طقوسها أو احتفالاتها الرائجة، مثل تمني أمنية على شموع أعياد الميلاد، والمشاركة بها في كثير من النشاطات والمناسبات المختلفة.
لكن الجديد الآن، حسب ما توصلت إليه بعض الدراسات مؤخرا، هو أن إشعال الشموع قد يعود عليك ببعض الفوائد الصحية كذلك؛ إذ تبين أن إشعال شمعة معطرة قد يساعد على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتقليل الشعور بالتوتر، وعمل توازن لنشاط الدماغ. وتبين أن معظم هذه الفوائد الصحية تُستَمَد من رائحة الشموع وليس من لهب الشمع نفسه.
وكشفت الدراسات أن الشموع المعطرة تؤثر على الذاكرة، والأفكار والعواطف عبر العلاج بالروائح. وتبين أن العطور تؤثر بايجابية على الحالة المزاجية، والحالة الذهنية والوظائف الفسيولوجية والمعرفية.
واتضح أيضا، وفق ما نشره موقع "هيلث لاين" الشهير، أن بمقدور العلاج بالروائح تحسين الصحة والهناءة العامة للجسم بعدة طرق ملموسة كذلك، بدءا من تخفيف الألم، وصولا إلى تعزيز المناعة.
إشعال الشموع يحسن الذاكرة ويحارب البكتيريا
قال الباحثون أيضا إنه يمكن لصوت طقطقة لهب الشمعة أن يهدئ الأعصاب ويساعد على الاسترخاء بعد عناء يوم طويل، كما يمكنه أن يساعد على تهدئة مشاعر القلق التي قد تنتابنا من وقت لآخر.
وثبت أن التحديق في شعلة الشمعة أمر من شأنه أن يساعد على تحسين الذاكرة والقدرة على الانتباه. ووجدت دراسة أجريت العام 2021، أن النظر إلى لهب الشمعة ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق أمر من شأنه أن يعمل على تحسين الذاكرة العاملة، الذاكرة المكانية، والانتباه المكاني.
وأثبتت الدراسات ان إشعال الشموع قد يساعد على تنقية الهواء في المكان الذي نتواجد فيه، إذ أظهرت دراسة أجريت العام 2015، أن لهب الشمع يقلل بشكل كبير من كميات الإ كولاي على الأسطح.
كما ثبت أن إضافة زيت البرتقال ومركبات "بيتا بينين" أمر يفيد بشكل كبير في تحسين تأثير لهب الشمعة، بما يساعد بصورة فعالة على تقليل عدوى المكورات العنقودية بالإضافة إلى الإي كولاي.
ومع هذا، فقد حذر الباحثون في الأخير من أن نوع الشمع الذي يتم حرقه قد يؤثر بالسلب على صحتك، موضحين أن شموع البارافين والزيوت العطرية الاصطناعية المشتقة من البتروكيماويات يمكنها إطلاق سموم مسببة للسرطان، مثل البنزين والتولوين في الهواء.
كما يمكن لبعض الشموع والمركبات أن تثير ردود فعل تحسسية وأعراض ربو، ويمكن أن تؤدي بعض العطور لإصابة من يعانون حساسية تجاه المواد الكيميائية أو الروائح بصداع أو صداع نصفي.
ولهذا؛ ينصح الباحثون باختيار الشموع الطبيعية المصنعة من فول الصويا، أو جوز الهند، أو شمع العسل، والمعطرة بالزيوت العطرية الطبيعية بدلا من العطور الاصطناعية للتمتع بأفضل الفوائد الصحية.