توصّلت دراسة طبية كندية إلى أن هناك سببين رئيسيين غير معروفين حتى الآن للإصابة بالسكتة الدماغية، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكولسترول، وهما الجلوس أوقاتا طويلة أمام شاشة التلفزيون والكمبيوتر.
والسكتة الدماغية هي أكبر سبب منفرد للإعاقة الرئيسية في كثير من الدول، وتتميز بالتنميل في جانب واحد من الجسم وصعوبة الكلام والارتباك.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة لها أسباب عديدة، فقد حددت الدراسة الجديدة كيف يمكن لنوعين مختلفين من "السلوك الخامل" أن يزيدا من المخاطر.
ولفتت الدراسة التي أعدتها "جامعة كالاجاري" الكندية إلى أن السكتة الدماغية تشمل مجموعة من عوامل الخطر المعروفة المختلفة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، إلا أنها أوضحت أن السلوك الخامل يعتبر أيضا أحد الأسباب الرئيسية الأخرى لهذه الحالة، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار سبع مرات.
وبيت الدراسة أن العديد من الأطفال يعانون من زيادة الوزن، وأن ذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل الغذائية والسلوك الخامل.
وقال الدكتور رائد الجندي المشارك في الدراسة إن هناك نوعين من السلوكيات الخاملة، على وجه الخصوص، وهما مشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر وهما يحتلان مرتبة عالية كعوامل خطر لما يسمى "أمراض الجلوس"، بما في ذلك السكتة الدماغية وحالات خطيرة أخرى.
وأشار الجندي إلى أن الدراسة استندت إلى مراجعة معلومات طبية وحيوية تتعلق بنمط الحياة لأكثر من 143000 شخص ليس لديهم تاريخ من السكتة الدماغية أو أمراض القلب أو السرطان.
وقال: "الوقت الخامل هو مدة الأنشطة اليقظة التي تتم أثناء الجلوس أو الاستلقاء....وهناك وقت الجلوس الترفيهي الخاص بالأنشطة التي تتطلب الجلوس أثناء التواجد خارج العمل".
وأضاف: "من المهم أن نفهم ما إذا كانت فترات الجلوس الطويلة يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية لدى الشباب، لأن السكتة الدماغية يمكن أن تسبب الوفاة المبكرة أو تضعف بشكل كبير الوظيفة ونوعية الحياة".
ولفت إلى أنه تم تقييم سجلات المستشفى للمشاركين على مدار 9.4 سنوات، لتحديد حوادث وأسباب السكتة الدماغية، مشيرا إلى أن الباحثين أجروا مراجعة موازية للأنشطة المستقرة، من خلال قياس مقدار الوقت الذي يقضيه المشاركون على أجهزة الكمبيوتر أو مشاهدة التلفزيون.
وأوضح أنه بعد ذلك تم تقسيم المجموعة إلى أربع فئات من أقل من أربع ساعات من النشاط الخامل في اليوم، وأربع إلى ست ساعات في اليوم، وست إلى ثماني ساعات في اليوم وثماني ساعات أو أكثر في اليوم.
ووجدت الدراسة أن متوسط وقت الجلوس اليومي عبر المجموعة كان 4.08 ساعة، فيما كان متوسط وقت الجلوس للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أقل يبلغ 3.9 ساعة يوميًا، مقارنة بـ 4.3 ساعة لمن هم في سن 80 عامًا وأكثر، و 4.4 ساعات للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 79 عامًا.
وقال الجندي: "خلال فترة المتابعة، حدثت 2965 سكتة دماغية، 90% منها كانت نقصا في وصول الدم للدماغ نتيجة انسداد أحد الأوعية".
ولفت إلى أن النتائج أظهرت أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا أو أقل، والذين قضوا ثماني ساعات أو أكثر في الجلوس بوقت الفراغ معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 4.2% أكثر من أولئك الذين قضوا أقل من أربع ساعات في الجلوس.
وأشار إلى أن المجموعة الأكثر خمولاً وجدت أنها معرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية سبع مرات أكثر من أولئك الذين قضوا أقل من أربع ساعات في الراحة.
وقال الجندي: "يجب أن يدرك الأشخاص البالغون 60 عامًا أو أقل أن فترات الجلوس الطويلة جدًا مع القليل من الوقت الذي يقضونه في النشاط البدني يمكن أن يكون لها آثار ضارة على الصحة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية".
