يبدو أن كل شيء، بدءا من المياه المعبأة وصولا لعصير البرتقال، بات يحتوي هذه الأيام على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن. وربما تبدو هذه طريقة للمساعدة في تغطية القواعد الغذائية الخاصة بنا، خاصة إن كان النظام الغذائي المتبع أقل من الممتاز.
لكن ما يتعين علينا معرفته هو أن الحصول باستمرار على قدر زائد من الفيتامينات والمعادن أمر قد يضر؛ فالإفراط مثلا في تناول فيتامين سي أو الزنك أمر من الممكن أن يتسبب في حدوث غثيان، إسهال وتقلصات بالمعدة، وأن الإفراط في تناول السيلينيوم قد يؤدي لتساقط الشعر، اضطراب الجهاز الهضمي، الشعور بتعب وتلف الأعصاب الخفيف.
وبينما لا يحصل معظم الناس على جرعات زائدة، فلك أن تعلمي أن تناولك حبوبا مدعمة في وجبة الإفطار، لوحا من ألواح الطاقة المغذية بين الوجبات، طبق معكرونة في العشاء ونوعا من أنواع المكملات الغذائية يوميا هو أمر قد يجعلك تحصلين بسهولة على كمية أكبر من الكمية الموصى بها من العناصر الغذائية، وهو ما يجب الانتباه إليه.
أوضح الخبراء أن الأطعمة غير المدعمة لا تمثل أي مشكلة، وأنه من الصعب الحصول على جرعة زائدة من الفيتامينات والمعادن من الطعام وحده، ولهذا يتعين عليك النظر في المكملات التي تأخذينها وكذلك المشروبات أو الأطعمة المدعمة التي تتناولينها.
وأضاف الخبراء أن معظم الناس لا يدركون أنه لا توجد ميزة حقيقية من تناول أكثر من الكميات الموصى بها من الفيتامينات والمعادن، كما لا يدركون أنه قد تكون هناك عيوب.
وشددوا في حال تناول أي من المكملات الغذائية بضرورة الالتزام بالنوع الذي يمنح الجسم قيمة لا تزيد على القيمة اليومية المفترضة، ونصحوا بضرورة استشارة الطبيب بشأن نوعية المكملات التي يتم تناولها، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، وكذلك استشارته بشأن الجرعة، حتى يحدد الجرعات التي تكون آمنة لك أيضا.
لم يعلم العلماء بعد ما إن كان الاستمرار في الحصول على قدر زائد قليلا من الفيتامينات أو المعادن ( على عكس الجرعة الزائدة ) يعد مشكلة أم لا. ورغم وجود إشارات وعلامات تبعث على القلق، لكنها في الأرجح تكون علامات بسيطة للغاية.
وقد تنطوي تلك الأعراض الخفيفة على صعوبة في النوم أو التركيز، مشكلات بالأعصاب كما الخدر أو الوخز، أو الشعور بمزيد من الانفعال اعتمادا على المغذيات التي يتم الإفراط في تناولها.
وتبقى المشكلة الكبرى هي الإفراط في تدعيم الإمدادات الغذائية، حيث بات يركز المصنعون على ما يضيفونه للأطعمة مثل فيتامين د، متممات البروبيوتيك أو دهون أوميغا-3 بدلا مما يأخذونه منها كالدهون، السكريات أو الأملاح. ومع تزايد أنواع الأطعمة التي يتم تدعيمها بإضافات كهذه، يستحيل على المستهلكين معرفة الجرعات التي يحصلون عليها على مدار اليوم.
قال الخبراء إن فيتامين د، الكالسيوم وحمض الفوليك هي العناصر الغذائية الثلاث التي قد تتحصلين على كمية زائدة منها، لاسيما عبر المكملات. وثبت أن البالغين الذين يحصلون باستمرار على كمية تزيد على الكمية اليومية الآمنة من فيتامين د والتي تقدر بـ 4 آلاف وحدة دولية قد تنتهي بهم الحال للإصابة بمشكلات خطيرة في القلب.
كما نبه الخبراء إلى أن الإفراط في تناول حمض الفوليك، رغم أهميته للحوامل، قد يخفي العلامات الدالة على وجود نقص بفيتامين بي 12 لدى الأفراد البالغين، علما بأن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي أحيانا إلى تلف دائم بالأعصاب إذا لم تتم معالجته، في حين أنه لا داعي للقلق بشأن الأطعمة التي تكون غنية بطبيعتها بحمض الفوليك.