ربما يسمع الكثيرون منا عن وجود نوعين من الكربوهيدرات: الجيدة والسيئة، أو النافعة والضارة، لكن من دون أن يعلموا حقيقة الفارق بينهما أو ما هي أوجه الاختلاف بين كلا النوعين.
ولمزيد من التوضيح حول من يتساءل عن الفرق بينهما، يقول الباحثون بإيجاز إن الكربوهيدرات الجيدة تفيد الإنسان، في حين أن الكربوهيدرات السيئة لا تفيده.
وأشار الباحثون في الوقت نفسه إلى أن الكربوهيدرات التي يتحصل عليها الإنسان من الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، المعجنات، الصودا السكرية وغيرها من الأطعمة المصنعة يمكن أن تصيب بالسمنة، في حين أن الإكثار من تناول تلك الكربوهيدرات التي تعرف بـ "السيئة" أمر من شأنه أن يساعد على زيادة خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
وعلى النقيض، يمكن للكربوهيدرات الجيدة، التي تنطوي على حبوب كاملة، فاصوليا، فواكه وخضروات، أن تساعد في الحفاظ على صحة الإنسان، إذ إنها تمده بفيتامينات، معادن، ألياف وكثير من المغذيات الأخرى، ولهذا يجب أن يشمل النظام الغذائي الصحي على كربوهيدرات جيدة.
ونوه الباحثون في الوقت عينه إلى أن الكربوهيدرات هي أهم مصدر للطاقة بالنسبة للجسم، حيث يقوم الجهاز الهضمي بتحويل الكربوهيدرات إلى سكر بالدم (جلوكوز)، ومن بعدها يستعين الجسم بالجلوكوز ويخزن أي سكر إضافي من أجل استخدامه وقت الحاجة.
وكانت تقسم الكربوهيدرات في السابق إلى فئتين رئيسيتين هما الكربوهيدرات البسيطة والكربوهيدرات المعقدة.
أما الكربوهيدرات البسيطة فتضم سكريات مثل سكر الفاكهة (الفركتوز)، سكر الذرة أو العنب (سكر العنب أو الجلوكوز) وسكر المائدة (سكروز)، فيما تضم الكربوهيدرات المعقدة أي شيء يصنّع من 3 أو أكثر أنواع سكريات مرتبطة.
وبينما كان يعتقد أن الكربوهيدرات المعقدة هي الأكثر إفادة للصحة، فقد بدأت تثار تساؤلات مؤخرا حول تلك الفرضية، حيث أكد الباحثون أن الأطعمة التي يرتفع بها المؤشر الجلايسيمي (مؤشر نسبة السكر بالدم) – كما الخبز الأبيض – تسبب ارتفاعات سريعة بنسبة السكر في الدم.
أما الأطعمة التي ينخفض بها ذلك المؤشر – كما الشوفان الكامل – فتهضم ببطء، ما يتسبب في حدوث تغيير بمعدل أقل وبوتيرة أكثر لطفا في نسبة السكر بالدم.
كما تم الربط بين النظم الغذائية الغنية بالأطعمة التي يرتفع بها المؤشر الجلايسيمي وبين تزايد خطر الإصابة بالسكري، أمراض القلب، السمنة، الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في السن، العقم وسرطان القولون والمستقيم، فيما تبين أن الأطعمة التي ينخفض بها المؤشر الجلايسيمي تساعد في إحكام السيطرة على السكري وتحسين فقدان الوزن.
ومع هذا، فقد وجدت دراسات أخرى أن المؤشر الجلايسيمي يحظى بتأثير محدود حين يتعلق الأمر بالصحة أو الوزن، وهو ما دفع بالباحثين للتأكيد على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات.