نتصوّر جميعًا أننا نعرف الطريقة الصحيحة التي نغسل بها أيادينا، وذلك استنادًا للأساسيات التي تعلمناها ونحن أطفال، حيث كنا نميل دومًا لاستخدام المياه الساخنة في قتل الجراثيم والبكتيريا وكذلك الصابون المضاد للبكتيريا لتنظيف اليدين تمامًا.
لكن تبيّن الآن أن كلتا الطريقتين تفتقران لقدر كبير من الصواب، لاسيما وأن كثيرًا من المعطيات من حولنا قد تغيّرت بشكل كبير الآن، فمع أن المياه الساخنة تقتل البكتيريا بالفعل، لكن ذلك يحدث عند الوصول بالمياه لدرجات حرارة قد تضر بشكل كبير بالبشرة.
وسبق أن توصّل باحثون من جامعة فاندربيلت الأمريكية إلى معلومات تقول إن غلي الماء والوصول بها لدرجة 99.98 درجة مئوية يُستَخدَم أحيانًا في قتل الجراثيم على سبيل المثال ولتطهير مياه الشرب التي قد تكون ملوثة بمسببات الأمراض.
لكنّ تسخين المياه بغرض غسل اليدين عند درجة حرارة تتراوح ما بين 40 إلى 55 درجة مئوية يمكن أن يتسبّب في قتل بعض مسببات الأمراض، لكن اتصال الجلد الدائم بتلك المياه المسخنة عند هذه الدرجة بهدف قتل الجراثيم سيضر بالجلد في الأخير.
وأثبتت الدراسات الحديثة أن المياه الباردة تحظى بنفس فعالية المياه الفاترة أو الساخنة حين يتعلق الأمر بغسل اليدين. وقال باحثو جامعة فاندربيلت إن المياه الباردة (التي تقدر درجة حرارتها بـ 4.4 درجة مئوية) تحظى بنفس فعالية المياه الساخنة، ومن ثم فلا داعي مطلقًا لتسخين المياه بغرض غسل اليدين وتنظيفهما.
وتُشير إحصاءات إلى أن الأميركيين يغسلون أياديهم 800 مليار مرة في السنة، وأنهم يستخدمون الماء الدافئ المهدور في حوالي 64 % من الوقت. وتتسبّب تلك المياه المهدورة في وجود ما يقرُب من 6 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون غير الضرورية، ولهذا ينصح بضرورة التوقف عن غسل أيادينا بالمياه الساخنة.
كما خلصت دراسات أخرى إلى أن الصابون المضاد للبكتيريا لا يُفيد هو الآخر بشكل كبير في تنظيف وتعقيم اليدين مما قد تحتويه من جراثيم وميكروبات ضارة. فبعد مرور سنوات طويلة، ها هي الحكومة الأمريكية تقرّ بعدم توصلها لأدلة تؤكّد أن الصابون المضاد للبكتيريا يمنع انتشار الجراثيم، فضلاً عن أن منظمي الخدمات الصحية هناك بدؤوا يطلبون من الشركات المنتجة إثباتات على أن منتجاتهم غير ضارة بالصحة، وهو ما دفع بالشركات المصنعة للصابون المضاد للبكتيريا للكشف عن قيامهم بإرسال بيانات لهيئة الغذاء والدواء تثبت أن صابونهم أكثر فعالية في قتل الجراثيم.
لكنّ باحثين أكّدوا في الأخير أنه وحتى إن كانت تلك البيانات صحيحة، فالأجدر بنا أن نتوقف عن استخدام مادة تريكلوسان في الأشياء التي نستعين بها في تحضير وتخزين الطعام.