تعتبر الفانيلا النكهة المفضّلة لكثيرين منّا عند تناول الآيس الكريم أو الحلويات المختلفة، غير أنّ المستخلص الذي يتمّ استخراجه منها ويعرف بـ "مستخلص الفانيلا" يعطي المذاق نكهة أفضل وأجمل.
ولمن لا يعرف كثيرًا من المعلومات عن هذا المُستخلص، فالفانيلا في واقع الأمر عبارة عن زهرة أوركيد استوائية متسلّقة تنمو في كثير من الأماكن، منها المكسيك، أمريكا الوسطى والجنوبية وتاهيتي. وتستخرج النكهة من جراب النبات، وتستخدم في منح الأطعمة والمشروبات نكهة خاصة مميّزة منذ مئات السنين، وتحديدًا منذ فترة حكم الملك مونتيزوما.
ويُحَضَّر مستخلص الفانيلا بجمع حبوب الفانيلا، ثمّ تجفيفها، ثمّ معالجتها بالكحول لتصنيع السّائل داكن اللون.
وتحتوي الفانيلا على ما يتراوح بين 250 إلى 500 مركّب خاصّ بالنّكهات والرّوائح، وهي كأحد أصناف التوابل الطبيعيّة تعتبر ثاني أغلي صنف بعد الزعفران، وهو ما يفسّر سرّ تصنيع عدد كبير جدًا من منتجات الفانيلا الصناعيّة من بتروكيماويات موجودة. وتلك المنتجات الصناعيّة أرخص بحوالي 20 مرّة من نظيرتها الحقيقية.
وفي الملعقة الكبيرة من مُستخلص الفانيلا نحو 38 سعر حراريّ وما يعادل 1.6 غرام من السّكّر، ما يعني أنّها أقلّ ضررًا من السّكّر الطبيعيّ.
ونستعرض معكِ فيما يلي قائمة بأبرز فوائد الفانيلا، وهي كما يلي:
فوائد مضادّة للبكتيريا
وهو ما يعني أنّ الفانيلا من الممكن أنْ تستخدم في منع الإصابة بالأمراض المُعدية، وثبت في بحث نشر في نوفمبر عام 2014 أنّه حين يستخدم زيت الفانيلا الأساسيّ مع الأجهزة الطبيّة، فإنّه يوقف نموّ بعض الخلايا البكتيرية. كما سبق لدراسة نشرت في 2011، أظهرت أنّ مركبات الفانيلين، الايثيل فانيلين وحمض الفانيليك يتمتعون بنشاط مضادّ للجراثيم، يكافح أنواع بكتيريا كرونوباكتر.
فوائد مضادّة للأكسدة
سبق أنْ أظهر بحث نشر عام 2013 أنّ مركّب الفانيلين (المسؤول عن إعطاء خاصيّتي النكهة والرّائحة في الفانيلا) يتميّز بقدرته على إزالة الجذور الحرّة من الجسم، وهي الجذور التي تتكوّن بشكل طبيعيّ في الجسم، لكنْ يمكن أنْ تظهر بشكل زائد عند التعرّض لمكوّنات معيّنة في الأغذية والبيئة. ومعروف أنّ تواجد تلك الجذور بكثرة يمكن أنْ يتسبّب في إتلاف الخلايا ويعتقد أنّها تلعب دورًا في تزايد خطر الإصابة بمرض السّرطان، وكذلك بعض المشكلات الصحيّة الأخرى.
فوائد متعلّقة بمحاربة الاكتئاب
ثبت أنّ رائحة الفانيلا تعتبر مهدئة وملطفة بالنسبة لكثيرين ممّن يحبّون نكهتها، ولهذا ليس مفاجئًا أنْ تحظى الفانيلا بتأثيرات مضادّة للاكتئاب. وأظهر بحث نشر في 2013 أنّ تناول الفانيلين (بمقدار 100 ملي جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم) يحظي بتأثير مضادّ للاكتئاب مقارنة بدواء الاكتئاب المعروف "فلوكسيتين".
يحتوي مستخلص الفانيلا على مغنيسيوم وبوتاسيوم
وهي معادن أساسيّة لتعزيز صحّة الجسم، فأجسام الأفراد البالغين تحتاج من 320 ل 410 ملي جرام مغنيسيوم يوميًا، ويمكن لمعلقة كبيرة من مستخلص الفانيلا أنْ تقدّم 1 ملي جرام فقط من هذا المعدن الذي يساهم في تعزيز وظائف الأعصاب والعضلات وتنظيم ضغط الدّم. كما أنّ البوتاسيوم يحظي بدور هامّ في تعزيز أداء الكلى وضمان عملها كما ينبغي، بالإضافة لدوره في تعزيز أداء عضلة القلب وتقلّص العضلات ووظائف الأعصاب، علمًا بأنّ الأفراد البالغين يحتاجون ما بين 2600 إلى 3400 ملي جرام من ذلك المعدن بصورة يوميّة، وأنّ معلقة كبيرة من مستخلص الفانيلا تقدّم 6 ملي جرام من ذلك المعدن الهامّ.
وأخيرًا، يجب الإشارة إلى أنّ مستخلص الفانيلا غير صالح للشرب، لأنّه لا يكون مستساغ الطّعم، من ثمّ لا يمكن شربه مباشرة من الزّجاجة بأيّ كميّة، فهو يحتوي أيضًا على كحول، وقد يؤدّي تناول زجاجة كاملة منه إلى الإصابة بالسّكّر وبعض المضاعفات الصحيّة الأخرى.