كثيرون يتساءلون عن السرّ وراء معاناة المرأة من انتفاخات المعدة بصورة أكبر من الرجل، وهو ما ردّته اختصاصية التغذية فوزية جراد إلى طول قولون المرأة الذي يزيد في المتوسط إلى 10 سم عن طوله عند الرجل، وهو ما قد يمكّنها من استيعاب المزيد من المياه والسوائل أثناء الحمل.
كما أنَّ قولون الرجل يشبه حدوة الحصان، أما عند المرأة فهو أكثر تشابكًا، ما يجعل عملية الهضم أكثر صعوبة بسبب ضعف جدار البطن ولوجود اختلافات هرمونية بين الرجل والمرأة، لا سيما أن طول القولون وكثرة الانحناءات به تسهم في زيادة فرص معاناة المرأة من الانتفاخات والغازات أكثر.
ومن الأسباب الأخرى، يمكن لمتلازمة القولون العصبي أن تؤثر على كل من الرجال والنساء، ولكنها تحدث بشكل أكثر تكرارًا عند النساء. أما الأعراض الشائعة عند الجنسين هي زيادة أو نقصان في حركات الأمعاء، والبراز ﻳﻜﻮن أكثر مائيًا أو ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎط، والإسهال، أو الإمساك، أو التناوب بين الاثنين، والشعور بعدم اكتمال حركات الأمعاء، وانتفاخ البطن أو التشنج أو الألم، وحرقة في المعدة، والشعور بعدم الراحة أو الغثيان بعد تناول وجبة عادية، وأحيانًا آلام أسفل الظهر، حسبما تشير جراد.
وبحسب ما نشرت المؤسسة الدولية للاضطرابات الوظيفية للجهاز الهضمي، فإن الرجال في الثقافات الغربية أقل شكوى من كثير من النساء عن وجود علامات لمتلازمة القولون العصبي أو اضطرابات هضم أخرى، ولذلك، لا يوجد ارتباط وثيق بين نوع الجنس وظهور الأعراض، إذ إن تلك الأعراض ثابتة، ولكنها تأتي وتذهب لدى معظم الناس في دورات مختلفة، فيما الأعراض لدى الرجل فتحدث بما لا يقل عن 3 أيام في الشهر.
تأثير الأعراض على حياة المرأة والرجل
عن مدى تأثير تلك الأعراض على جودة الحياة لدى المرأة، نوّهت الاختصاصية جراد إلى أن الزيارات المتتالية للحمام والألم والانزعاج العام يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لها سواءً كانت في العمل أو في المنزل أو المواقف الاجتماعية المختلفة، فضلًا عن شعورها بالاكتئاب أو العزلة في بعض الأحيان.
وبسبب الاختلافات الهرمونية عند الجنسيْن؛ فإن القناة الهضمية للرجال أقل حساسية لأعراض القولون العصبي والاضطرابات الهضمية الأخرى منها عند النساء، ومع ذلك تؤثر على جودة حياتهم تمامًا مثل النساء، فالذين يعانون من القولون العصبي قد يواجهون مشكلة في العلاقة الحميمية الجنسية، وأيضًا صعوبة في الوفاء بالتزاماتهم في العمل والمنزل والالتزامات الاجتماعية، ما يجعلهم أكثر عرضةً للمعاناة من الاكتئاب.
وخلصت جراد إلى تأثير القولون العصبي على كل من الرجال والنساء بطرق مشابهة، ولكن لا يزال من غير المثبت ما إذا كانت النساء يعانينَ من تفاقم في حالاتهنّ أثناء الحيض والحمل، ومن غير المثبت أيضًا هل الرجال أقل معاناة من هذا الاضطراب، أم أنهم ببساطة يتجنبون إبلاغ أطبائهم عن حالتهم بسبب قدرة التحمل لديهم التي تفوق قدرة النساء؟
