حين يتطوّر جنس جديد، يتّضح أنّه لا يتكوّن بشكل مكتمل، وقد تطرأ عليه الكثير من التحولات الدقيقة على مدار الأجيال، كأنْ تتغيّر مثلاً زعنفة إلى رِجل أو كأن تختفي مجموعة خياشيم، ونقدّم حول ذلك أدلة وهي التي تتمثّل في بعض أجزاء الجسم البشريّ التي باتت عديمة الجدوى اليوم، رغم فائدتها سابقًا:
عجب الذنب أو آخر عظمة العصعص
آخر ما تبقّي من ذيل أسلافنا التطوريين الذي كان يساعدهم في تحقيق التوازن أثناء عيشهم في الأشجار، ويقال إنّه في مراحل تكون الجنين الأولى بالرحم، يكون له ذيل في واقع الأمر، ثمّ يمتصّه الجسم في نهاية المطاف، لكنْ في بعض الحالات النادرة، قد يولد بعض الرّضّع بهذا الذيل سليمًا.
القشعريرة
عبارة عن ردّ فعل يحدث وقت أن كان لأسلافنا فرو، وتنتج عن تقلّص عضلات مُقِفَّة الشَّعْرَة بصورة لا إراديّة حين نتعرّض للبرد أو لمشاعر متصاعدة، وتؤدّي تلك التقلّصات لوقوف شعر الجسم بشكل مستقيم، وحال كان شعر الجسم كثيفًا وطويلاً، فقد يساعد في عزلكِ، أو جعلكِ تبدو أكبر بالنسبة لأحد الخصوم.
الأذنين
رغم أهميّتها وفائدتها الفعلية التي لا يمكن إنكارها، لكنّها كما الأشياء القديمة التي لم يعد طائل من ورائها بالنظر للطرق التي تغيَّر بها جنسنا عبر آلاف السنين. فبينما تستعين القطط، الكلاب والقرود، على سبيل المثال لا الحصر، بعضلات الأذن لديهم لتحويل آذانهم لما هو أشبه بأطباق الأقمار الصناعية لالتقاط الأصوات من حولها، فإنّ البشر والشمبانزي يحرّكون رؤوسهم بدلاً من ذلك، ولهذا يفقدون في نهاية المطاف الحاجة لمثل هذه العضلات الصّغيرة الموجودة في الأذن.
ضرس العقل
وهو الضرس الذي قد يظهر بكثير من الطرق الغريبة، ومنها ضروس تنمو بشكل جيّد، وأخرى تواجه مشكلات وثالثة لا تنمو على الإطلاق، ولمن ينمو لديهم ذلك الضّرس بشكل جيّد، فإنّه يكون منطقة رماديّة من الناحية الفنيّة حين يتعلّق الأمر بالهياكل التي لا وظيفة لها، رغم أنّه كان أكثر إفادة لأسلافنا.