في السنوات الأخيرة، بدأ العالم يشهد ظهورًا متزايدًا لأمراض وبائية، من بينها مرض جدري القردة، هذا المرض الذي كان يقتصر في الماضي على مناطق محددة في أفريقيا، بدأ الآن يثير القلق عالميًّا بسبب زيادة عدد المصابين به زيادة ملحوظة.
وقد أعلن تيدروس أدهانوم غبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عبر منصة "إكس"، أنه يدرس تشكيل لجنة خبراء للنظر في إعلان تفشي فيروس إم بوكس (جدري القردة) بوصفه حالة طوارئ دولية، ما قد يضع العالم أمام تحدٍ صحي جديد.
في هذا المقال، سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته حول جدري القردة، بما في ذلك أسبابه، أعراضه، وطرق الوقاية منه.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يعد جدري القردة مرضًا حيواني المنشأ يمكن أن ينتقل إلى البشر، وهو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القرود، المنحدر من نوع من الفيروسات يعرف باسم Orthopoxvirus.
ينتقل الفيروس إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، سواء أكان عن طريق العض أم الخدش، أم من خلال تناول اللحوم غير المطهية طهيًا كافيًا.
يمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا من إنسان إلى آخر، عبر الرذاذ التنفسي في أثناء السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة.
في حين أن المرض ليس سريع الانتشار مثل الأمراض التنفسية الأخرى، إلا أن حالات انتقاله بين البشر قد أثارت القلق العالمي
ووفقًا لـ "مديكال إكسبريس"، 70% من الحالات في الكونغو هي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، والذين شكلوا أيضًا 85% من الوفيات.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تبدأ أعراض مرض "مبوكس" عادةً خلال أسبوع من الإصابة، ويمكن أن تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتشمل:
الحمى: تبدأ عادةً بحمى مرتفعة تستمر بضعة أيام.
الصداع وآلام العضلات: يعاني المصابون أيضًا من صداع شديد، وآلام في العضلات.
تورم الغدد الليمفاوية: وهو من الأعراض المميزة التي تساعد على التمييز بين جدري القردة والجدري العادي.
الطفح الجلدي: يبدأ الطفح الجلدي عادةً بعد يوم إلى ثلاثة أيام من بدء الحمى، ويبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، يتحول الطفح إلى بثور مليئة بالسوائل، ثم تتقشر وتسقط في نهاية الأمر.
لا يوجد حاليًّا علاج محدد لجدري القردة، ولكن اللقاح المستخدم للوقاية من الجدري قد يوفر حماية جزئية ضد هذا المرض. في بعض الحالات، قد تُسْتَخْدَم أدوية مضادة للفيروسات، ولكن الفاعلية الكاملة لهذه الأدوية في علاج جدري القردة لا تزال قيد الدراسة.
تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات البرية، وخاصة تلك التي يُعرف أنها تحمل الفيروس.
تجنب ملامسة السوائل الجسدية للأشخاص المصابين، أو الأسطح التي قد تكون ملوثة.
غسل اليدين بانتظام واستخدام المطهرات.
تجنب تناول اللحوم غير المطهية جيدًا.
التوعية هي المفتاح في مكافحة انتشار جدري القردة، من المهم أن يكون الأفراد على دراية بالأعراض وطرق الوقاية، وأن يُتَوَاصَل بشكل فاعل مع السلطات الصحية في حال ظهور أي أعراض مقلقة.