لم تكن رحلة روضة محمد ميسّرة في عالم الموضة. ولدت عام 1991 وعاشت في كنف عائلة صومالية، قبل أن تنتقل للحياة في النرويج.
مرّت حياة روضة بمطبّات عدة، وجرّبت العديد من المهن التي ساهمت في صقل ثقافتها وخبرتها في الحياة، قبل أن تنتقل عام 2019 إلى عروض الأزياء.
واجهت الشابة العديد من المشكلات التي عرقلت نجوميتها، أبرزها حجابها ولون بشرتها. لترفع لاحقًا صوتها وتنادي بحرية الإنسان أينما كان. وهذا الأمر ليس خفيًا بل تحدثت عنه مرارًا عبر "السوشال ميديا".
في هذا السياق، تخرجت روضة حاملة شهادة في تحليل السلوك، وعملت اختصاصية رعاية صحية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحّد والصعوبات. ثم برزت لاحقًا كمؤثرة على صفحات "السوشال ميديا" حيث يتابعها أكثر من 300 ألف شخص.
في العام 2019 قررت روضة أن تقلب حياتها، وتدخل مجال عرض الأزياء لتجربة عالم جديد. قامت بالتسجيل كعارضة أزياء، لكنها مختلفة من ناحية المقومات الجمالية المتعارف عليها، بسبب حجابها الذي يمنعها من الكشف عن قوامها. أطلت روضة للترويج للثياب المحتشمة، وركزت على إبراز اللوكات الشرقية إن كان في الفساتين أو البدلات.
تعتمد روضة في لوكاتها على الحجاب الكامل والقبعة أحيانًا، وهذه الخطوة تكسر من روتين إطلالاتها. كما خضعت لجلسات تصوير لعدد كبير من البراندات العالمية أبرزها Dolce & Gabbana.
على الضفة نفسها، تحّولت روضة إلى ملهمة للنساء اللواتي يعانين الاضطهاد والقمع. وأطلت بالحجاب، متحدية الصعوبات ومتصدرة أهم المجلات العالمية.
تدافع روضة عن حقوق المرأة، وكرست صفحاتها على "السوشال ميديا" لرفع صوت النساء المضطهدات. حاليًا تعمل كمحررة أزياء لمجلة Vogue Scandinavia، وهي النسخة العالمية الـ28 من مجلة Vogue. وهذه الخطوة أحدثت بلبلة في الصحافة العالمية.
في السياق نفسه، استغلت روضة أهم المناسبات العالمية، وأطلت بكامل أناقتها في مهرجان كان السينمائي الدولي الشهر الماضي، حيث ظهرت بلوكين غير تقليديين. الأول عبارة عن فستان أزرق اللون من CHENEY CHAN ملفت بقصّته المتعرّجة. أما الستايل الثاني، فكان عبارة عن فستان ملوكي من اللون الأحمر نفذه لها طلاب معهد Esmod للأزياء، موجهة تحية للمصمم Christian Dior.
ولم تكن تلك الإطلالة الوحيدة لروضة ضمن مهرجان كان، فالعام الماضي ارتدت فستانًا من Lanvin بسيط بتصميمه، ويعرف باسم "العروس المحروقة" والذي ظهر لأول مرة في أسبوع الموضة بباريس.
في الأيام العادية، تطل روضة بلوك كاجويل ورياضي. تميل نحو السراويل الواسعة، وتختار أبرز البراندات.
تلفت الانتباه بجمالها الناعم وملامحها الطبيعية، وتعتمد على المكياج الفاتح في أكثرية إطلالاتها.