كثر الحديث عن الجلد النباتي وانتشاره في الآونة الأخيرة كبديل عن الجلد الحيواني، الذي سعت دور الأزياء إلى الاستغناء عنه بعد مطالبة جمعيات الرفق بالحيوان بوقف استخدام الجلد الحيواني والحد من هذه الصناعة التي كانت منذ أمد بعيد دلالةً على الرقي والفخامة والشياكة.
الآن مع تطور مفهوم الاستدامة ونصرة الطبيعة، دخلت علامات تجارية عدة هذا المضمار سعياً إلى إرضاء الزبائن، وتكيفاً مع المفاهيم السائدة وبعضها حاول أن تكون مواد الصناعة لديها خالية تماماً من المخاطر.
عندما يقال إن هذا المنتج نباتي، فهو للتأكيد أن المادة ليست من مصدر حيواني، بالمقابل يجب أن نعرف أن علامة "نباتي" لا تعني بالضرورة "طبيعي"، أو "أخضر"، أو "مستدام"، ومن الممكن أن لا تتمتع بصفات الجلد الطبيعي كالتحمل والمتانة.
إليكِ خمسة بدائل نباتية للجلد الحيواني، مع حقائق عن اكتشافها ومصادرها:
جلد الفطر
من بين الجلود النباتية المتميزة برز جلد الفطر الذي يقدم بديلاً أخلاقياً للجلد الطبيعي، أما تقنياته فتعتمد على الغزل الفطري الذي يُزرع على نشارة الخشب أو النفايات الزراعية، فتتشكل حصيرة سميكة يمكن معالجتها بعد ذلك لتشبه الجلد، ويبدو المنتج النهائي وكأنه جلد حيواني، له متانة مماثلة.
وبالحديث عن العلامات التي استهلت العمل بالجلد النباتي فان المصممة "ستيلا مكارتني" كانت من أوائل المصممين الذين أعلنوا عدم استعمال جلود الحيوانات الطبيعية في تصاميمها، ومنذ العام 2001 التزمت بعدم قتل أي حيوان باسم الموضة وتمسكت بقرارها حتى اليوم، ولم تكتف بالامتناع عن استخدام الفرو والجلد الطبيعي، بل حرصت على عدم استعمال مواد تدخل فيها مكونات حيوانية أيضًا.
جلد الفلين
الحرفيون البرتغاليون، الذين يمتلك موطنهم بعضاً من أفضل أخشاب الفلين في العالم، وتاريخاً طويلاً في تصنيع السلع الجلدية، هم خبراء في معالجة هذا البديل من الجلود الحيوانية. يوجد لحاء شجرة بلوط الفلين بشكل أساس في مواقع البحر الأبيض المتوسط، وهو المصدر الرئيس لمادة الفلين.
جلد بيناتكس
Piñatex (معروف أيضاً باسم جلد الأناناس)، هو نسيج يشبه الجلد مصنوع من ألياف أوراق الأناناس بدلاً من الجلود التقليدية أو المواد الاصطناعية، أُطلق من قبل سيدة الأعمال الإسبانية الدكتورة كارمن هيجوسا. عندما عاشت الدكتورة هيجوسا في الفلبين في التسعينيات، اكتشفت أن السكان المحليين يصنعون الملابس من ألياف أوراق الأناناس، رؤية هذا ألهم الدكتورة هيجوسا. ماذا لو كان بإمكانها استخدام ألياف أوراق الأناناس لصنع مادة غير منسوجة تشبه الجلد؟ لقد جربت ووجدت عملية حققت الجودة والمظهر الذي أرادته.
جلد ديسيرتو
Desserto معروفٌ أيضاً باسم جلد الصبار؛ أراد رجلا الأعمال المكسيكيان مارتي كازاريز وأدريان لوبيز فيلاردي تطوير بديل للجلود يكون أنيقاً ومستداماً. لذلك، قاما بإنشاء شركة تسمى Adriano Di Marti للتركيز فقط على إنشاء بديل نباتي للجلود الذي سيتم تصنيعه من نبات النوبال، وهو نوع من الصبار. وأطلقا على منتجهم اسم Desserto.
جلد فيجيا
Vegea معروفٌ أيضاً باسم جلد العنب؛ اكتشفت مجموعة من رجال الأعمال الإيطاليين طريقة لمصانع النبيذ لتحويل مارك العنب، الذي يتم التخلص منه عادة كمنتج ثانوي زراعي، إلى منتج جلدي نباتي عالي الجودة.
قام جيانبيرو تيسيتور، مصمم الأثاث، وفرانسيسكو ميرلينو، الكيميائي البيئي في جامعة فلورنسا، بتأسيس شركة Vegea في عام 2016. وكان هدفهما هو تقديم سلع جلدية عالية الجودة لعملائهما مع مراعاة المسؤولية البيئية. ولإنشاء بديل للجلود من العنب، قامت فيجيا بتعديل المعدات والتقنيات المستخدمة بالفعل في صناعة الجلود التقليدية. تبدأ العملية بتجفيف مارك العنب، وهو منتج ثانوي لإنتاج النبيذ. لإنتاج مادة صديقة للبيئة، يتم خلط مارك العنب الجاف مع الزيت النباتي والبولي يوريثين المائي. يتم التخلص من نحو 2.5 لتر من كل 10 لترات من النبيذ المنتج، والتي يمكن أن تستخدمها فيجيا لتصنيع متر مربع واحد من جلد العنب.
في الختام، الجلود النباتية باتت تلقى رواجاً بين الناس، ففي الولايات المتحدة مثلاً ازداد الطلب بشكل خاصّ على صناعة الأحذية في ظلّ رغبة مزيد من الأميركيين في ارتداء أحذية رياضية خالية من جلود الحيوانات لأسباب بيئية. وكذلك تحوّلت صناعة السيارات من استخدام الجِلْد الأصلي إلى الجِلْد الصناعي.
