تستمر فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية حاملة معها عروض أزياء اتسمت بالغرابة، والرقي، والإبداع.
عبَّرت كل دار عن هويتها وتاريخها من خلال المجموعات التي قدمتها.
من بساطة وجمال تصاميم "Julie de Libran" التي افتتحت عروض هذا اليوم إلى غرابة ابتكارات "Balenciaga" وإبداع إيلي صعب، وحرفية زهير مراد، إليكم هذه الجولة على أبرز العروض.
على أنغام أغنية "La symphonie des éclairs" للمغنية "Zaho de Sagazan"، مرت سيدات من مختلف الفئات العمرية، ووقفن على أسطوانة، حاملات رقم التصميم الذي اعتمدنه من مجموعة المصممة "Julie de Libran" بكل عفوية.
مجموعة تضمنت تصاميم ملائمة لجميع السيدات حول العالم. من الفساتين الطويلة الفضفاضة، إلى تلك التي حدّد خصرها بحزام ناعم والبدلات العملية، جميع قطع هذه المجموعة قابلة للارتداء.
تألفت لوحة ألوان التصاميم الشتوية من الأبيض، والأزرق، والبني، والبرونزي، وتلك المعدنية.
ورسمت الأقمشة اللامعة معالم هذه المجموعة الأنيقة والبسيطة.
أما الشراريب فكانت حاضرة أيضًا لتضفي تلك الحركة المميزة إلى التصاميم الكلاسيكية، إلى جانب الريش الذي أثبت حضوره في هذا العرض أيضًا.
التصميمان اللذان لفتا نظرنا كانا المعطف والفستان المطرزين بنقشة الورود عينها، بلوني الأسود والزيتي.
كما كانت لمسة الملابس والإكسسوارات الرياضية حاضرة؛ إذ دمجتها المصممة مع أزياء الكوتور.
كان للعروس العصرية مساحة مهمة في هذا العرض، حيث قدمت "de Libran" مجموعة من البدلات والفساتين باللون الأبيض التي تليق بعروس الشتاء التي تبحث عن البساطة.
لحظات من التأمل عشناها مع دار "Balenciaga" خلال العرض الذي قدمته اليوم.
على وقع صوت سيدة تتحدث عن السعادة ونظرتنا إلى الحياة والألوان، مرّ عارضو وعارضات الأزياء بين الحضور.
عنوان هذه المجموعة كان العلاقة التي تجمع النسيج بالأزياء، ورؤية الدار لإعادة تدوير الأزياء الراقية.
سيطرت الأشكال الغريبة والمبالغ بها على معظم التصاميم والإكسسوارات. حتى إن الأحذية كانت مدببة ومبالغًا فيها.
غطى العارضون وجوههم بالقبعات الكبيرة والأقنعة على شكل فراشات.
أتقنت الدار فن التحكم بالأقمشة وطبقاتها لتقدم تصاميمها الغريبة بخياطة فريدة وأحيانًا من خلال قطع قماش غير محاكة حتى.
صحيح أن بعض التصاميم بدت كما لو أنها مشروع أزياء لم تنته خياطتها بعد. إلا أن بعضها كان قابلًا للارتداء، وربما سنراه الموسم المقبل على السجادة الحمراء.
كهذا المعطف بلونه الأزرق الفاتن المصنوع من الفرو الصناعي، أو ذاك الفستان الأسود البراق المثالي للسهرات.
أزياء المجموعة اتخذت الطابع العملي والرياضي، وقماش الدنيم كان حاضرًا من خلال الفساتين والسراويل.
وطبعًا كانت الغرابة سيدة الموقف، هل تتخيلين نفسك وأنت ترتدين مجموعة كبيرة من الأحزمة التي تغطي ملابسك؟ أو فستانًا مقلوبًا رأسًا على عقب وسترات تتدلى يمينًا ويسارًا؟ لا دعي لتطلقي العنان لمخيلتك فـ"Balenciaga" قد قامت بالمهمة.
في هذه المجموعة المليئة بالتناقضات ستجدين فستانًا أبيض ناعمًا أيضًا.
حضر العرض عدد من النجوم نذكر منهم النجمة نيكول كيدمان ونجود الرميحي التي اختيرت مؤخرًا، من الاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية، لتكون أول سفيرة له في الشرق الأوسط.
أما "Alexis Stone" فأعاد إحياء شخصية ميراندا برسلي في فيلم "The Devil wears Prada" والإعلامية ديالا مكي التي اعتمدت فستانًا أسود واسعًا بالكتف الواحد من تصميم الدار طبعًا.
قدم المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب مجموعته للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2024-2025 في متحف الفنون الزخرفية في باريس.
مجموعة عبرت عن حرفية الدار من خلال الخياطة المتقنة والتطريزات التي نقلت التصاميم إلى مستوى آخر من الرقي.
هيمن الأسود والأخضر والبرغندي والبنفسجي وألوان النود والأقمشة الميتاليك اللامعة على معظم التصاميم.
أما الورود التي طرزت على عدد كبير من التصاميم فبدت كما لو أنها اقتطفت من حديقة مثالية. وكان للخرز والريش والشراريب والأحجار اللامعة مكانة خاصة أيضاً.
من الإكسسوارات التي لفتتنا كانت عقود الشوكر التي زينت بالورود الكبيرة وقفازات الأوبرا التي على ما يبدو قد حافظت على مكانتها هذا الموسم أيضاً.
أكد صعب من خلال هذه المجموعة، أن للرجال مساحة خاصة في عالم أزياء الكوتور أيضاً. إذ قدم تصاميم باللون الأسود بتصميم الكاب والعباية ذات الأكمام الواسعة المطرزة بحرفية عالية.
كالعادة تبهرنا عروس إيلي صعب التي أطلت بفستان وطرحة باللون الكريمي مطرزين بدقة ليعكسا تاريخ الدار العريق في عالم الخياطة الراقية. سيكون هذا الفستان حلم كل فتاة ستتزوج هذا الشتاء.
اجتمعت اللآلئ لتشكل لوحات فنية. بدى كل تصميم من مجموعة المصمم اللبناني زهير مراد كما لو كان قطعة من المجوهرات الراقية.
حكت اللآلئ قصص أميرات كن يتألقن بأجمل التصاميم المحاكة لهن.
إذ اكتست البدلات والفساتين باللؤلؤ الثمين بطريقة مبتكرة ورائعة. ولم يخلُ العرض من الفيونكات الرومانسية والورود المطرزة على الأقمشة الشفافة.
كما سيطر الأسود والذهبي والأحمر والبرغندي على مروحة ألوان المجموعة.
بين لمعان الكريستالات التي شكلت لوحات من الفسيفساء ودقة الخياطة والبراعة في التصميم، نستطيع أن نقول إن هذه المجموعة كانت من الأجمل اليوم.
