قبل عشرة أعوام، عرف المصمم أحمد الفزايري نقلة نوعية في حياته. ترك مجال الهندسة الذي درسه في مصر وانتقل إلى عالم تصميم الأزياء في بيروت، وتفرّغ له واستقر فيها، حيث عرف شهرة واسعة.
في حوار مع "فوشيا"، يتحدث الفزايري عن تعاونه مع الممثلة نادين نجيم التي ارتدت من تصاميمه خلال الحملة الإعلانية للترويج لمستحضرات التجميل الخاصة بها. كما يكشف عن تأثره بالموضة التي كانت رائجة في خمسينيات القرن الماضي.
كيف بدأتَ رحلة تصميم الأزياء؟
درست الهندسة في مصر، وقبل 10 سنوات بدّلت اختصاصي، ودرست تصميم الأزياء في لبنان ودخلت المجال. عملت فترة في مجال تنسيق الأزياء، ولاحقًا تفرغت لعملي الخاص. في طفولتي ومراهقتي، تأثرت بالمكتبة السينمائية المصرية، أحببت لوكات ليلى مراد وسعاد حسني وغيرهما.
كيف تختار أفكار مجموعاتك؟
أنا عاشق لحقبة الخمسينيات في القرن الماضي، تلك الحقبة كانت مليئة بالأناقة والرقيّ. خلال سفري أزور المتاحف والأماكن الأثرية، واستوحي من عالمها الخاص. أسعى إلى مواكبة تلك الحقبة مع التطور الحاصل في عالم الألوان والأقمشة. نعيش اليوم وسط جيلين مختلفين، الجيل الأول يحب النفحات القديمة، والجيل الجديد الذي يميل نحو الموضة الترند. أستعيد الحقبات الماضية بما يتلاءم مع الموضة اليوم. هناك ألوان مريحة للنظر، وتعلق في العقل الباطني، فأحولها إلى قطع أزياء.
هل تفكر بتقديم مجموعة مستلهمة من أيقونات الفن العربيات مثل صباح أو فيروز أو غيرهما؟
في مرحلة بحياتي كنت عاشقاً لتصاميم الفنانة اللبنانية الراحلة صباح. لقد تأثرت بأفلامها القديمة في مصر؛ لأنني أحب العصر الذهبي المصري وميّال لكل التفاصيل القديمة التي تحفّز على تقديم الموضة التي تمزج بين الماضي والحاضر. لكن في الحقيقة، أشعر بالخوف من طرح مجموعات خاصة بأيقونات الفن العربي؛ لأنهن بمثابة جواهر لا يمكن المسّ بهن.
ارتدت من تصاميمك باقة من النجمات آخرهن نادين نجيم، كيف كان التعاون معها؟
لقد نُفذ وصمم الثوب خصيصًا لنادين نجيم، والذي ارتدته للترويج لمستحضرات التجميل الخاصة بها. لقد انتهى تصميم الفستان بسرعة قياسية. استعملت أقمشة الموسلين الحرير، وتطاير منه قرابة 42 مترًا من القماش ليعطي طلة جذابة ومميزة.
في رأيك أي قصّات تليق بنادين، وما النصيحة التي تقدمها لها؟
لا أعتقد أن نادين تحتاج إلى نصائح في الموضة، تعرف الممثلة اللبنانية ما تريد، وتحدد هدفها جيداً.
تواكب بلقيس صيحات الموضة اليوم، فكيف ترى لوكاتها؟
لقد ارتدت بلقيس مرتين من تصميمي. لقد استطاع خبير المظهر سيدريك حداد أن يوجّه بلقيس للوكات التي تليق بها. تجمع المغنية حاليًّا بإطلالاتها بين اختيارات البرندات العالمية ومخاطبة الجيل الجديد.
تطرح تصاميم خاصة بالعرائس، فكيف هي عروس 2024 من منظورك؟
لا أطرح مجموعات خاصة، بل إن فساتين الزفاف تكون ضمن مجموعتي، ولكنها لها حيّز خاص دائماً. إن ثوب الزفاف العام الحالي، مستوحى من حقبة الخمسينيات حيث البراءة كانت طاغية. العروس اليوم تتجه نحو الفساتين التي يكون فيها الشك خفيفاً، وبات التركيز على القماش أكثر من الشكّ والتطريز.
تحافظ في تصاميمك على اللمسة الشرقية المحتشمة، فهل هذه هويتك؟
لا أعرف تنفيذ الأثواب المبالغ في قصّاتها. إن هويتي تتمثل في الإغراء المحتشم، والذي بات أمرًا صعبًا في عالم الأناقة.
على ماذا تعمل حاليًّا؟
طرحت قبل أسبوع تقريبًا مجموعة الهوت كوتور الجديدة لخريف وشتاء 2024- 2025، وتتألف من 13 فستاناً، كلها تخاطب المرأة وعنوانها الثقة الزائدة بالنفس أو الغرور. كما هناك تعاون جديد مع نجمات، ولكن سأكشف عنه في وقته.
ما حلمك الذي لم يتحقق بعد؟
أتمنى أن ترتدي من تصاميمي نجمات عالميات على السجادة الحمراء لـ"الأوسكار" والمهرجانات العالمية. وفي العالم العربي، تلفتني حاليًّا غادة عبدالرازق التي تتابع صيحات الموضة، والتي أوجدت لنفسها مكانة خاصة لا تشبه غيرها.