تُعد مصممة الأزياء الإماراتية وفاء بالأسود أنموذجًا للمرأة المبدعة والطموحة التي نجحت في تحقيق شغفها بمجال الموضة والأزياء ونقلت ذلك الشغف إلى الواقع العملي، إذ انطلقت بعلامتها التجارية منذ العام 2015، بعد رحلة من التعلم والتدريب، وحققت نجاحًا كبيرًا في مدة وجيزة.
وتتميز تصاميم وفاء بالجمع بين الأصالة الإماراتية وأناقة الأزياء العالمية المعاصرة، وتعكس في رؤيتها من خلال تصاميمها، ما يبرز تمكين المرأة ويعبر عن هويتها.
فوشيا أجرى معها هذا الحوار الذي كشفت فيه كثيرًا عنها وعن عملها في مجال التصميم.
من أنتِ في سطور؟
مصممة أزياء إماراتية، من مواليد إمارة الشارقة، تخرجت في الجامعة الأمريكية بتخصص هندسة الكمبيوتر، إلا أنني اتبعت شغفي في عالم الموضة والأزياء وأطلقت علامتي التجارية الخاصة، وأجتهد في أن تتميز التصاميم التي أبدعها بالأناقة العصرية والتفاصيل الراقية، وأن تستلهم التصاميم من موروث دولة الإمارات العربية المتحدة ما يجمع بين اللمسة العصرية والتراث العربي الأصيل.
كما أركز في تصاميمي على تمكين المرأة والتعبير عن شخصيتها القوية والأنثوية، وأسعى دائمًا إلى أن أكون حاضرة ومشاركة في عروض أزياء عالمية لجعل علامتي التجارية الخيار الأول للمرأة الإماراتية والعربية.
ما الذي دفعكِ لإطلاق علامتك التجارية؟
كان حلمي منذ أن بدأ شغفي بالأزياء والموضة أن أقدم شيئًا مختلفًا للمرأة، ما يعكس شخصيتها ويعبر عن قوتها وأنوثتها في الوقت نفسه، وكان هذا الحلم هو الحافز لإطلاق علامتي التجارية.
ولكن المرحلة الفاصلة كانت في أثناء التحاقي بالبرنامج التدريبي في مجلس سيدات أعمال الشارقة الذي قدم لي مساعدة كبيرة في توسيع مجالات التصميم، ثم حصلت بعد ذلك على الماجستير في إدارة الأزياء من روما، وهو ما شكل نقطة تحول مهمة في مسيرتي المهنية، وبدأت بإدخال خطوط جديدة إلى مجموعتي، وتمكنت من إحداث فرق كبير في إنتاج التصاميم وتطويرها من حيث الشكل والأناقة والوصول إلى عملاء جدد وفق أسس علمية.
ما التحديات التي واجهتكِ آنذاك؟ وكيف تمكنتِ من تخطّيها؟
لدينا في دولة الإمارات البيئة الداعمة للمرأة في مجال الأعمال، ولهذه البيئة الإيجابية دور كبير في تحقيق النجاحات وتعليمنا كيف نتغلب على التحديات ونحولها إلى فرص.
وفي البداية كنت مطالبة بالتوازن بين عملي كمُهندسة كمبيوتر وبين التركيز على تصميم الأزياء والبدء بتقديم تصاميم جديدة ومبتكرة تجذب العملاء وتنافس في سوق الأزياء.
كان إطلاق العلامة التجارية أصعب التحديات؛ لأنني بذلت الكثير من الجهد والتخطيط لإطلاقها وتشغيلها، ثم تحدي التسويق والوصول إلى الجمهور ولكن تمكنت من تجاوز هذه التحديات كلها، بفضل ما تلقيته من دعم أسري، إذ ساعدني ذلك على تحقيق حلمي وشجعني على العمل الجاد والاستفادة من الفرص المتاحة للمشاركات العالمية التي كانت المدخل للترويج لعلامتي التجارية والوصول إلى جمهور أوسع.
ما الذي تحرصين على تقديمه للمرأة من خلال تصاميمك؟
أحرص على تقديم تصاميم تعكس شخصية المرأة القوية والعاطفية والحالمة، وتساعدها على إظهار ثقتها بنفسها وتألقها إذ تجمع التصاميم بين الأناقة والأنوثة والقوة وتلبي احتياجات المرأة العصرية وتواكب متطلباتها وتبرز كذلك هويتي وبصمتي في التصميم.
كما أحرص في تصاميمي على تجسيد شخصية المرأة العربية والإماراتية الناجحة والمؤثرة، وأن تعكس التصاميم الإبداع في دمج عناصر من التراث الإماراتي الأصيل للمساهمة في تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية ونشرها عالميًا من خلال الأزياء.
كيف تلخصين أسباب نجاحكِ ورحلتكِ في عالم التصميم؟
الشغف وحب التصميم يأتي في مقدمة أسباب النجاح، إذ بدأ شغفي بالتصميم منذ الصغر، وكان الدافع الأكبر لدخولي هذا المجال، ثم تأتي بقية أسباب النجاح الأخرى مثل الدعم الأسري وبذل الجهد المطلوب لتحقيق التميز بالكثير من التفاني، والحرص على تطوير المهارات الشخصية وصقلها بمزيد من التدريب والتعلم المستمر، والاستفادة من مختلف الفرص، ومن البيئة الداعمة في المجتمع ومن مختلف المبادرات التي تحفز المرأة الإماراتية على الإبداع في المجالات كافة.
ما متطلبات المرأة الخليجية من الأزياء الجاهزة في رأيكِ؟
أعتقد أن متطلبات المرأة الخليجية من الأزياء الجاهزة التي تركز على التوازن بين الحداثة والتراث، والأناقة، فهي تبحث عن تصاميم عصرية تواكب أحدث صيحات الموضة، وفي الوقت نفسه تعكس هويتها وثقافتها العربية.
وعمومًا أجد من خلال تجربتي أن المرأة الخليجية تفضل الأزياء التي تتميز بالجودة العالية والتصاميم الفريدة والمميزة التي تعبر عن شخصيتها وتميزها عن الآخرين، كذلك تقدر التصاميم التي تلائمها في مختلف المناسبات وأن تكون من الأزياء التي تناسب أسلوب حياتها اليومية، وتجمع بين الجمال والعملية بما يتناسب مع الثقافة والتقاليد الخليجية.
هل تنطبق صفة "صُنع في الإمارات" على تصاميمك؟
نعم، بما أنني أحتفي بتراث بلدي الإمارات من خلال تصاميمي التي تجسد شخصية المرأة الإماراتية، أستطيع القول بفخر أن "صُنع في الإمارات" تنطبق على تصاميمي من حيث الإلهام والهوية والتصنيع، وما قدمت من أزياء لها الطابع الذي يجعلها تحمل صفة "صنع في الإمارات" لأنها تعتمد على التوازن بين الابتكار والإبداع ودمج عناصر من التراث الإماراتي، وكان هدفي المساهمة في تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية ونشرها على المستوى الدولي من خلال الأزياء.
أخبرينا المزيد عن خدمة "آمري"؟
خدمة "آمري" مصممة لتلبية متطلبات ورغبات المرأة في عالم تصميم الأزياء، وتجسد جوهر الفخامة الشخصية، فمن خلال هذه الخدمة تتوَفَّر فرصة متميزة لحجز موعد خاص والتعاون معي كمصممة، لتصميم عباءة خاصة بالسيدة تعكس شخصيتها وأسلوبها.
وتتخطى هذه الخدمة الحدود التقليدية، وتنتقل إلى أسلوب مبتكر في عملية تصميم الأزياء من خلال الحوار، ما يتيح إمكانية التعرف على شخصية المرأة التي أُصمم لها ورغباتها وذوقها الشخصي في الأزياء، لتمنحها تجربة شخصية في صياغة تحفةٍ فريدة.
حدثينا عن أحدث تصاميمك لهذا الموسم
تجسد مجموعتي لهذا الموسم الفخامة والرقي مع الجمال المتميز للتطريز الهندسي، إذ تقدم هذه المجموعة لمسة عصرية للعباءات التقليدية، وتتميز بتصميمات متعددة الاستخدامات تسمح بارتداء كل قطعة بطرق متعددة.
كما يلبي التنوع أنماط الحياة الديناميكية للمرأة المعاصرة، ما يوفر لها حرية التعبير عن شخصيتها من خلال خيارات التصميم المبتكرة.
ما التطور الذي لحق بالعلامة منذ تأسيسها؟
أحرص على الاستدامة والتوسع في خطوط الإنتاج، فبعد التحاقي ببرامج تدريبية بدأت بإدخال تصاميم وخطوط جديدة وأطمح إلى المشاركة في المزيد من عروض الأزياء العالمية، للوصول إلى جمهور أوسع، وهذا يوفر عوامل للتطوير المستمر للمهارات في مجال تصميم الأزياء، كما يساهم في تطوير علامتي التجارية وزيادة شهرتها لأحقق الطموح والسعي الدائم للتطور والنمو في مجال تصميم الأزياء.
كيف تخططين لتطوير علامتكِ التجارية في المستقبل؟
أخطط للتطوير من خلال التعلم المستمر وتطوير مهاراتي في مجال تصميم الأزياء، لأن صناعة الأزياء وتصميمها تتطور بشكل متسارع، وتطوير العلامات التجارية يتطلب مواكبة هذا التسارع لترك بصمة شخصية في هذا المجال والحفاظ عليها وتنميتها من خلال التوسع في نطاق الإنتاج ونطاق الجمهور المستهدف، وهذه المرحلة بحاجة إلى تكثيف المشاركات الخارجية في أسابيع الموضة وعروض الأزياء العالمية، واستخدام الابتكار والمزيد من الإبداع لتطوير العلامة التجارية.