مازال الفستان الذي ظهرت به وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، يثير أصداء شديدة في العالم بأسره، لاسيما بعدما كشفت المصممة العالمية الإماراتية، منى المنصوري فضيحة من العيار الثقيل، في مقطع فيديو شديد اللهجة نشرته على الفيسبوك، مؤكدة أن الوزيرة الإسرائيلية ومصمم أزيائها أفيعاد هيرمان سرقا فستان "السلام والقدس" الذى صممته قبل 9 أعوام وعرض في بيروت في فندق فينيسيا وارتدته الفنانة رغدة.
وأكدت المنصوري أنها غير مندهشة من تلك السرقة، لأن الإسرائيليين سرقوا وطناً بأكمله، فمن السهل عليهم سرقة تصميم فستانها الذي يرمز للسلام وحوار الأديان، مؤكدة على أنها تحتفظ بحقها في الرد على هذه السرقة.
وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية قد تطرقت لتلك القضية في تقرير تحت عنوان "فستان وزيرة الثقافة الإسرائيلية الاستعماري يفجر الغضب في مهرجان كان السينمائي"، مشيرة إلى أن وزيرة الثقافة الإسرائيلية، تمكنت من تسيس افتتاح مهرجان كان السينمائي 2017 باختيارها فستاناً مثيراً للجدل.
وأضافت أن عضوة التيار اليميني المتطرف والائتلاف الحاكم الذي يقوده بنيامين نتنياهو ارتدت على السجادة الحمراء ليلة الأربعاء الماضية فستاناً مطبوعاً طويلاً أبيض وذهبيا يحمل صورة البلدة القديمة للقدس ومسجد قبة الصخرة وبرج داوود، وأطلقت تصريحات استفزازية.
وقالت ريغيف "هذا العام نحن نحتفل بمرور 50 عاما على تحرير وإعادة توحيد القدس"، في إشارة لنكسة 1967 التي احتلت في إطارها إسرائيل القدس الشرقية.
وأضافت "أنا فخورة بالاحتفال بهذا الحدث التاريخي من خلال الفن والموضة، وأنا سعيدة لأن هذا العمل من قبل المصمم الإسرائيلي أفيعاد هيرمان، الذي يكرم ويبرز حالة جميلة لعاصمتنا الأبدية القدس".
وأثارت كلمات ريغيف وفستانها حالة من الغضب والاستياء في العالم العربي، وليس ذلك فحسب، بل امتد الغضب لدولة الاحتلال ذاتها حيث كتبت الإسرائيلية شيرا بيور، وهي واحدة من كتاب العمود في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الليبرالية، مقال رأي حاد اللهجة تحت عنوان "الفستان عدواني وساخر وانتهازي".
وقالت بيور: كان هذا مشهداً آخر من فيلم رعب الاستعمار بطولة ريجيف وكلنا فيه من فريق العمل رغماً عن أنفنا".
ولم تتوقف الضجة التي أثارها الفستان عند الصحف الدولية، وإنما امتدت لتشمل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تراوحت الردود بسرعة بين الثناء من قبل مؤيدي الدولة العبرية أو السخرية والنقد من كل صوب وحدب، حيث لقب بعض المتصفحين الفستان بـ "فستان العام"، فيما اجتاح الانترنت طوفان من الردود الغاضبة على الاستفزاز الإسرائيلي ومحاولة سرقة التاريخ والأرض في الوقت ذاته.
واستخدم آخرون الفوتوشوب لإعطاء الفستان رؤية لما يمثله في أعينهم الصراع العربي الإسرائيلي، حيث شملت تعديلات الفوتوشوب التي وضعت على الفستان كلا من جدار الاحتلال الإسرائيلي وجنود حرب الأيام الستة يحتفلون باحتلال الحائط الغربي، ومشاهد الموت والدمار في قطاع غزة، وما إلى ذلك من أشكال فظائع الاحتلال الإسرائيلي للقدس.