عام من العمل من المنزل، كل الاجتماعات تعقد من خلف الشاشات، الجميع يرتدون الملابس نفسها تقريبا، بدءًا من المدير، وانتهاء بأصغر موظف في المؤسسة.
هي ما تسميها صحيفة الغارديان البريطانية "الأناقة غير الرسمية" وهي التي تعني للنساء تحديدًا بداية عهد جديد من الأزياء، يصعب التنبؤ بتفاصيله.
حتى السياسيين خرجوا علينا بملابس تختلف تماما عما عهدناهم به. اختفت الملابس الرسمية تقريبًا، لتحل محلها ملابس بسيطة، لا تمت للأناقة الرسمية السابقة بشيء. الآن، وقد بدأ البعض منا يعودون إلى مكاتبهم وأماكن عملهم، هل يمكن لتلك السنة الطويلة من العمل عن بعد، أن تؤثر على ما سوف نرتديه مجددًا في أماكن العمل؟
هل سنتوقف عن ارتداء الملابس الأنيقة التي كننا نرتديها سابقًا؟ هل سيختفي من حياتنا ما كانت تمثله لنا الملابس ونشعر بالحنين إليه في هذه الظروف؟ وهل سيتغير نمط الملابس التي سنرتديها في مكان العمل، بعد تلك السنة في ظل الجائحة؟
بعض قطع الملابس التي كنا نرتديها قبل الوباء تذكرنا بليالي الصيف، بالحفلات أو العشاء مع الأصدقاء، وبكل ما يرافق ذلك من طقوس التبرج، والتأنق، ووضع العطر.
كان ارتداء الملابس الأنيقة جزءًا من حياة كاملة، وها نحن نفقد هذا الجزء من هويتنا، بعد عام من القيود والحظر الذي سببه الوباء. بعد عام من العمل في البيت، وربما من على حول طاولة المطبخ، نرتدي ملابس مريحة لا علاقة لها بما كنا نرتديه سابقًا، هل تعني العودة إلى حياتنا السابقة ارتداء الملابس نفسها مرة أخرى؟
صحيفة الغارديان البريطانية التي لفت نظرها هذا الأمر، إذ تعتقد أن اتجاهات "الموضة" التي سادت في السنة الماضية، مثل البدلات الرياضية والتيشيرت، ربما ستصبح مسارًا جديدًا يقضي على الملابس الرسمية في مكان العمل، وقد تصبح الملابس المريحة أمرًا سائدًا إلى حد أن لا ترتدي العديد من النساء حمالة الصدر مرة أخرى.
ورغم أن البعض يفتقد الملابس الرسمية الأنيقة، إلا أن هؤلاء ربما يتناسون العفوية التي تتداخل بها الملابس والحياة: الراحة التي نشعر بها حين نخلع الحذاء عند دخول البيت، الألم المزعج الذي يتسبب به الكعب العالي، بعد قضاء سهرة طويلة.
من جانب آخر، كانت الملابس الرسمية الخاصة بالعمل بالنسبة للبعض، تعطي شعورًا بأنهم لدى ارتدائها يدخلون في جو العمل، وهو أمر كان مهمًا للنساء، خاصة إذا كانت طبيعة العمل تتطلب ارتداء زي خاص، والحفاظ على مظهر أنيق من الماكياج وتسريحة الشعر.
في بعض أماكن العمل، حيث الملابس الرسمية ضرورية، كانت مكالمات الفيديو بمثابة تسوية رائعة للعاملين في تلك الأماكن، لكنها -أيضًا- كانت مصدر صدمة لهم، فلم يكونوا معتادين على رؤية المدراء بملابس عادية غير التي اعتادوا عليها، وكان من الغريب رؤيته بعضهم وهم يرتدون حتى ملابس داخلية في الاجتماعات عبر الإنترنت.