انطلق أسبوع موضة الأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2025 في باريس بأجواء مليئة بالسحر والتفرد، حيث أبهرت دور الأزياء العالمية الجميع بمجموعات اتسمت بخياطتها الراقية والمتقنة، لتقدم عروضًا استثنائية تعكس روح الإبداع والحرفية العالية التي تميز عالم الهوت كوتور.
إليكم هذه الجولة على أبرز عروض أزياء اليوم الأول وتفاصيلها ومصدر وحي المصممين.
البداية كانت مع دار Schiaparelli، حيث قدم المدير الإبداعي للدار، دانييل روزبيري، مجموعة مستوحاة من الماضي، وأسطورة "إيكاروس" في عرض أقيم داخل قاعة Petit Palais الفاخرة.
عبرت المجموعة عن الطموح والمجازفة من خلال تصاميم غير تقليدية، اعتمد فيها المصمم على أشرطة حريرية من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي؛ ما أضاف لمسة تاريخية فريدة.
جاءت ألوان المجموعة دافئة وغنية، وتنوعت بين البيج والبني والرمادي الفاتح، لتبرز تصاميم معقدة تمزج بين الأناقة الكلاسيكية والابتكار الحديث.
اعتمدت المجموعة على تقنيات متطورة، مثل تطريز السترات الكلاسيكية باستخدام خيوط الساتان، وإعادة صياغة القصات الكلاسيكية بأسلوب يناسب روح العصر.
استحضرت مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 من "ديور"، روح الإبداع التاريخي، ودمجت الماضي بالمستقبل لإعادة صياغة جوهر الموضة.
استوحت ماريا غراتسيا كيوري المديرة الإبداعية للدار، المجموعة من تصاميم مجموعة Trapèze التي قدمها إيف سان لوران العام 1958، لتتحول إلى رحلة سحرية غنية بالتناقضات.
في هذا التناقض الزمني، تتحرك ماريا غراتسيا كيوري بحرية مطلقة، وكأن المرايا التي تملأ استوديو الأزياء الراقية تفتح بوابة، على غرار مرآة "أليس" من قصة مغامرات أليس في بلاد العجائب، إلى واقع موازٍ تهيمن عليه تحولات دائمة في المعاني.
أُعيد تقديم إطلالة Cigale، التي ابتكرها السيد "ديور" لمجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 1952-1953، باستخدام أقمشة "مواريه" المميزة، في تصميم تنورة صغيرة منسقة مع سترة ضيقة، تُبرز التباين الجريء في الأبعاد. اكتملت روعة المجموعة بالكاب المزدان بالريش والمصنوع بدقة من الأرغنزا.
روت القطع قصصًا عن التحول والجمال، مستحضرة الأحلام ومتجاوزة الزمن، لتظل الموضة في جوهرها وسيلة لتحقيق الإبداع والرغبات بلا حدود.
قدّم المصمم إيمان أيسي رؤية مبدعة تجمع بين الفخامة العصرية والحرفية الأفريقية الأصيلة، مستخدمًا الساتان والتفتا بتقنيات تراثية عريقة تعكس روح الإرث الأفريقي بلمسة معاصرة.
لتتميّز مجموعته للأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 بطابع استثنائي يبرز جمال التفاصيل الدقيقة واستخدام الأقمشة الغنية بالألوان، في مزيج متناغم بين الكلاسيكية والحداثة.
استعرض أيسي هذا الموسم القوة الرمزية للأقمشة، من خلال تصاميم قائمة على الطيات والطبقات والتقنيات الحرفية التي تحكي حكاية الفنون الأفريقية في سياق عالمي.
تُجسد مجموعة Maison Georges Hobeika للأزياء الراقية لربيع 2025 رسالة إنسانية عميقة، تعكس فكرة أن الموت ليس نهاية، بل رحلة تحتفي بالأثر الباقي لمن رحلوا، وتُبرز إرثهم الاستثنائي الذي يبقيهم دائمًا في قلوبنا وحياتنا.
هذه المجموعة تحمل في طياتها تكريمًا خاصًا لماري حبيقة، والدة جورج حبيقة وجدّة جاد حبيقة، التي غادرت عالمنا في العام 2024.
ماري لم تكن مجرد أم أو جدة، بل كانت القلب النابض لدار جورج حبيقة، مصدر الإلهام الأول، والركيزة التي بَنَت أساس هذا الصرح العريق.
علّمت حبيقة فنون الخياطة، وغرست فيه حب الحرفية والإبداع، إرثًا استثنائيًا نقله جورج إلى جاد ليُكمل المسيرة بشغف وتفانٍ.
تمتزج في هذه المجموعة مشاعر الحنين والفخر، حيث يستذكر جورج وجاد ماري كرمزٍ للحب، القوة، والحكمة التي كانت تجمع العائلة وتمنحها الاستقرار. الأقمشة الفاخرة، التصاميم الراقية، والتفاصيل الدقيقة تُجسّد عمق الامتنان والاحتفاء بإرثها الذي تجاوز الزمن ليبقى خالدًا.
هذه ليست مجرد مجموعة أزياء، بل قصة تُروى بخيوط من الإبداع والذكريات، احتفاءً بكل من تركوا أثرًا لا يُنسى في حياتنا.
قدّم جيامباتيستا فالي في هذه المجموعة رؤية مستوحاة من سحر الثقافة المغربية وأصالتها.
استوحى فالي هذه المجموعة، التي حملت اسم "حدائق المنارة" Gardens of Menara، من زياراته لمراكش برفقة صديقته الراحلة لي رادزيويل، ليحول جمال تلك الحدائق إلى تصاميم تنبض بالحياة والذكريات.
تألقت التصاميم بألوان زاهية كالأحمر القرمزي والوردي الباهت، مع تنانير ضخمة من التفتا الحريرية التي عكست بسلاسة حركة الجلابيات المغربية. وتزيّنت الأقمشة الفاخرة بتطريزات الورود، فيما أضافت طبقات الشيفون المطوي يدويًا لمسة من الرقة لتجمع بين الكلاسيكية والعصرية.
أبدع فالي في تحقيق توازن مميز بين التصاميم الضخمة واللمسات الانسيابية التي تعكس إحساسًا بالخفة والرومانسية. وعبر عن حبه العميق للمغرب وسعيه لنشر الجمال والإيجابية من خلال تصاميم تعكس التفاؤل بالمستقبل وإرثًا خالدًا من الإبداع.