تسعى مصممة الأزياء الفلسطينية مها السقا لتطبيق فكرتها الداعية إلى استبدال الزي المدرسي التقليدي والذي يحمل اللونين الأخضر والأبيض بزي يجمع الحضارة والتراث الفلسطيني بألوانه وتطريزاته الخاصة.
وتهدف فكرتها بالدرجة الأولى إلى تعريف الطلبة على الحضارة والتراث الفلسطيني، إضافة إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية من الاندثار، ونقلها للأجيال عبر الزمن، هذا وقد قامت بتطبيق فكرتها من خلال تصميمها لنماذج من ذلك الزي، وعرضها على وزارة التربية والتعليم، وإلباس هذا الزي لبعض الطالبات.
وعن تلك الفكرة وفي تصريح خاص لفوشيا، تحدثنا السقا فتقول: "راودتني الفكرة عندما شعرت بأن طالبات المدارس أصبحن يخجلن من لبس الزي المدرسي التقليدي، إضافة إلى أنه لا يحمل في طياته ما يخص الهوية أو التراث الفلسطيني، عدا عن كونه بات لا يليق بجيل الدولة الفلسطينية.
تضيف السقا: "نحن نملك تراثاً عريقاً منذ آلاف السنين، وجيل اليوم أصبح قليل المعرفة بهذا التراث وبالتاريخ الممتد عبر العصور. فراودتني تلك الفكرة التي تقوم على تغيير لون القماش من القماش المخطط بالأخضر والأبيض إلى اللون الأرجواني الكنعاني واللون الكحلي الخاص بثوب غزة، ويافا وغيرها من المدن الفلسطينية.
إضافةً إلى إدخال أهم الزخارف الفلسطينية على هذا الزي، حيث يكون مادة تعليمية وتعريفية بالتراث الفلسطيني لهؤلاء الطلبة من خلال تلك الزخارف والتطريزات والألوان.
اعتمدت فكرتي على تخصيص كل مرحلة دراسية بزي خاص يحمل لوناً معيناً، تقول السقا، فالمرحلة الابتدائية كانت بزخرف زهر برتقال يافا وهو مستوحى من ثوب يافا، وزي المرحلة المتوسطة مطرز بزخرف القلادة وهو مستوحى من ثوب غزة، أما زي المرحلة العليا فهو بزخرًف النجمة الكنعانية الثمانية الشكل، والتي هي رمز لأم الآلهة الكنعانية، وقاسم مشترك في غالبية الأثواب الفلسطينية.
ولغرس مفهوم التراث الفلسطيني في عقول الطالبات، تضيف السقا، سأقوم بطرح شرطٍ أساسي لإكمال هذه الفكرة، وهو أن تقوم الطالبات بتطريز زيهن المدرسي بأيديهن خلال حصة الفنون، وهذا أيضاً يأتي بالفائدة عليهن، فبالإضافة لكونها حصة نشاط وفن، تصبح أيضاً حصة للتعريف بتاريخ فلسطين وحضارتها، وهذه أيضاً فكرة سأطرحها على وزير التربية والتعليم خلال الأيام القليلة القادمة.
وتحلم السقا في أن تطبق هذه الفكرة على الأمر الواقع فتقول: "أنا صاحبة فكرة، وحلمي وأملي أن تطبق تلك الفكرة على أرض الواقع، فكم هو جميل أن ترى طالبات المدارس وهن يلبسن هذا الزي المطرز بهوية فلسطينية.
وأنا أدعو كافة الفنانين ومصممي الأزياء المهتمين بالتراث الفلسطيني، لعرض أفكارهم وتصاميمهم بهذا الخصوص لاختيار أفضل زي مدرسي يحمل التراث الفلسطيني في طياته.
وقد لقيت فكرة السقا استحسان وقبول الطالبات ومدراء المدارس، وكذلك رحب الوزير بالفكرة التي وعد بالمضي بها لتطبيقها على الأمر الواقع .