على الرغم من أن هناك انقسامًا بين عشاق فصل الصيف، فمنهم من يحبذ البحر وثمة من يفضّل الجبل، إلا أن للبحر رونقه الخاص فهو مثال للحياة والحيوية والنشاط، إضافة إلى أن رواده يستمتعون بأشعة الشمس التي تزودهم بمخزون كبير من "فيتامين د".
عندما تكون وجهتك البحر، فهل هناك أجمل من الجزر؟ جزيرة ماركو في ولاية فلوريدا الأميركية كانت وجهتي. لم أفكر يوماً بزيارة الجزيرة؛ نظراً لأنها لا تتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي، إلا أنها معروفة لدى السواح داخل الولايات المتحدة الأميركية، كما أنها وجهة جاذبة للعديد من المؤتمرات. لم أتردد بالتوجه إليها، علماً أن ولاية فلوريدا تتميز برطوبة عالية في الصيف، وكذلك الأمر بالنسبة للجزيرة التي تقع في خليج المكسيك في جنوب غرب فلوريدا، والتي تتصل باليابسة عبر عدة جسور.
لدى وصولي إلى مطار فورت مايرز ،توجهت إلى الجزيرة التي تبعد عن المطار نحو 75 كيلومترا ، نحو 50 دقيقة من دون زحمة سير. المدن الممتدة على طول الطريق إلى الجزيرة، أقفلت مطاعمها خوفاً من إعصار ديبي Hurricane Debby الذي لم يبخل على تلك المدن بفيضاناته وعواصفه، على الرغم من أن تأثيره كان خفيفاً في تلك المنطقة، ولكن الأمطار في عطلة صيفية على الشاطئ كانت حاضرة.
لا يمكن للأرصاد الجوية أن تصيب دائماً، لماذا؟ استطعت أن أستمتع بأشعة الشمس في اليوم نفسه الذي هطلت فيه الأمطار، والذي أظهرت تطبيقات الأرصاد الجوية بأن هطولها سيمتد طوال النهار، ومن ثم لا تجعلوا التطبيقات تلغي رحلاتكم.
لكن يجب أن أشير إلى أنه حتى الطقس الغائم والماطر، هو طقس حار في جزيرة ماركو.
على شرفة غرفتي في الفندق المطلة على الخليج المكسيكي ورماله البيضاء، وقفت مذهولة بجمال الشاطئ.. الجزيرة غنية بالمنتجعات السياحية المطلة على البحر، ومن ثم سيصعب عليكم اختيار المنتجع المفضل؛ لأن أغلب منتجعات الجزيرة مميزة وجميلة. يمكن لمحبي التاريخ أن يرتادوا متحف ماركو أيلاند التاريخي، الذي توثق معروضاته التفاصيل بدءاً من حياة السكان الأصليين، وصولاً إلى حياتنا المعاصرة.
بالعودة إلى البحر مع انفراج الطقس، نزلت إلى حمام السباحة وكانت المفاجأة، فالمياه كانت ساخنة بفعل حرارة الشمس، ومن ثم لن يشعر السياح بالبرد عندما ينزلون إلى المسبح.
لكن الطقس في اليوم التالي كان أفضل، فالشمس منذ الصباح كانت توزع خيوطها الذهبية على الذين افترشوا الرمال البيضاء بهدف التمتع بأشعتها واكتساب اللون البرونزي، والابتعاد عن مشاكل الحياة والاسترخاء من خلال مشاهدة البحر وأمواجه.
النظام الغذائي الصحي يوضع جانباً خلال الرحلات، إذ لا مشكلة في اكتساب كيلو غرام أو اثنين خلال عطلة الصيف، ومن ثم لا بد من تذوق أبرز مطاعم الجزيرة. بما أنني أشعر بالحنين لوطني لبنان، كانت الوجهة أحد المطاعم اللبنانية الذي حرص صاحبه على نقل المطبخ اللبناني إلى مدينة نابلس Naples المرتبطة بجزيرة ماركو عبر جسر. هناك وقع الخيار على أطباق أعادتني إلى بيروت بنكهتها.
بما أنني في الجزيرة كان لا بد من تناول ثمار البحر والأسماك التي تشتهر بها الجزيرة، كما الستيك الذي يميز المطبخ الأميركي.
بعيداً عن المطاعم، اغتنموا فرصة تناول الفطور من شرفة غرفتكم، وارتشاف القهوة عند شاطئ البحر مع مغيب الشمس.
يقلق الأهالي أحياناً من اصطحاب أطفالهم في رحلاتهم لا سيما إلى المنتجعات، خوفاً من أشعة الشمس، كون بشرة الأطفال حساسة جداً. ما عليكم إلا أن تحموا أطفالكم من أشعة الشمس من خلال استخدام الكريم الواقي من أشعة الشمس الخاص بالأطفال.
كما يمكن شراء لباس البحر للأطفال بأكمام طويلة بهدف حماية بشرتهم.
لكن إن كان طفلك ما دون الستة أشهر، سيصعب عليك استخدام الكريم الواقي من الشمس، فاحرصي على اصطحاب مقعد الأطفال للسيارة معك، ضعيه تحت المظلة وضعي طفلك فيه وارفعي غطاء المقعد.
يمكن للطفل أن يرتدي ملابس خفيفة مع قبعة صغيرة من القماش الناعم، يمكنك أيضاً استخدام غطاء ناعم من أجل تغطية قدمي طفلك في حال وجدت أشعة الشمس طريقها إلى بشرته.
مع اقتراب انتهاء فصل الصيف، يمكن لعشاق البحر أن يرتادوا جزيرة ماركو خلال فصل الخريف أيضاً أو الربيع، فخلال هذين الفصلين تنخفض الرطوبة، ويكون الطقس مثالياً لكثيرين. أكثر رواد الجزيرة يرتادونها بدءاً من شهر ديسمبر وصولاً إلى شهر مايو، لتجنب الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.