اتخذت إدارة مدينة "لا سالوت" الإسبانية، إجراء غير مسبوق ضد السياح، للتحكم في الزحام السياحي وحماية البيئة والحفاظ على الجودة الحياتية للسكان المحليين.
وقررت إدارة المدينة بحذف خط حافلات رئيسي يصل الحي بباقي أنحاء المدينة من خرائط التطبيقات الرئيسية مثل غوغل وأبل.
وتقع "لا سالوت" بمنطقة غراسيا في برشلونة، وهو موطن لمنتزه بارك غويل الشهير، وواحد من أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية في المدينة.
وتسببت شعبية هذا الموقع في تحوله إلى كابوس للسكان المحليين، الذين واجهوا صعوبات في التنقل بسبب ازدحام السياح، وفق قولهم.
وبعد تلقي العديد من الشكاوى من السكان، خاصة كبار السن، نتيجة عدم قدرتهم على العثور على مقاعد في وسائل النقل العام بسبب السياح، فإن حذف خط الحافلات الرئيسي من الخرائط الرقمية أثبت أنه الحل الفعّال؛ إذ أصبح من الصعب على السياح الاعتماد على وسيلة النقل العام.
وتعاني برشلونة، مثل العديد من المدن السياحية الكبرى، من زحام سياحي متزايد يؤثر على حياة السكان المحليين وجودتها.
تظاهرة ضد السياحة المفرطة
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تظاهر عشرات الآلاف في جزر الكناري الإسبانية احتجاجا على السياحة المفرطة التي يقولون إنها تجتاح الأرخبيل.
وطالب المتظاهرون السلطات في الجزيرة الإسبانية بالحد مؤقتا من دخول السائحين لوقف قفزة في إيجارات العطلات القصيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإسكان على السكان المحليين.
وأقيمت التظاهرة التي شارك فيها نحو 20 ألفًا بحسب الشرطة، في شوارع المدن الرئيسية في الأرخبيل بدعوة من نحو 20 مجموعة اجتماعية وبيئية ترى أن النموذج الاقتصادي الحالي مضر بالسكان والبيئة، مطالبين السلطات بالحد من عدد السياح.
وقالت إحدى المتظاهرات: نحن لسنا ضد السياحة. بل ندعو فقط إلى تغيير النموذج الحالي الذي يسمح بنمو غير محدود للسياحة.
ومن أبرز مطالب المتظاهرين وقف بناء فندقين جديدين في تينيريفي، كبرى جزر الأرخبيل السبع وأكثرها تطورا، وبأن يكون للسكان رأي في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بتنمية السياحة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها "جزر الكناري ليست للبيع" و"نعم لوقف السياحة" و"احترموا المكان الذي أعيش فيه". وتسبب التدفق المستمر للزوار بتدمير التنوع الحيوي، وأدى إلى تفاقم أزمة السكن من خلال زيادة بدلات الإيجار، بحسب رأي أحد المتظاهرون.
وتزايدت الاحتجاجات المناهضة للسياحة المفرطة في الأشهر الأخيرة في كل أنحاء إسبانيا، ثاني أكثر الدول استقطابًا للسياح في العالم.
وتسعى السلطات إلى تعزيز حماية السكان من دون إلحاق ضرر كبير بالقطاع المربح الذي يمثل نحو 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا.
كما تهدف برشلونة إلى تشجيع السياح على اختيار وجهات بديلة في المدينة، مما يخفف الضغط على المناطق السياحية الرئيسية ويعيد التوازن إلى حياة السكان المحليين.