مع التطورات الهائلة التي شهدها الذكاء الاصطناعي، بدأ قطاع التعليم يأخذ خطوات واسعة للاستفادة من هذه التقنية. لم يعد الأمر مقتصرًا على تحسين المناهج أو توفير الموارد الرقمية، بل تجاوز ذلك نحو تمكين الطلبة والمعلمين بطرق غير مسبوقة.
أصبحت التكنولوجيا اليوم توفر حلولاً ذكية وشاملة تتيح للطلبة التعلم بطرق تتناسب مع احتياجاتهم، مما يعزز من تفاعلهم ويطور من أدائهم الأكاديمي.
من بين الحلول الرائدة في هذا المجال يظهر مفهوم "المعلم الذكي" أو "مدرّس الذكاء الاصطناعي"؛ إذ يعتمد على تكنولوجيا متقدمة لتحليل البيانات وتقديم محتوى تعليمي يلائم مستوى وتفضيلات كل طالب.
وتعد "ألف للتعليم" من الشركات الرائدة التي تعمل في هذا الاتجاه، حيث قدمت حلولاً مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي منذ عام 2018. وقد ساعدت هذه الحلول على زيادة تفاعل الطلبة وتحقيق نتائج إيجابية في أدائهم، إذ أظهرت الدراسات زيادة معدل التحسن بنسبة ملحوظة لدى الطلاب المستخدمين لأدوات الذكاء الاصطناعي.
إحدى الأدوات التي ساهمت في تطوير التعليم هي "اسأل ظبي"، وهو مدرس ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلبة في حل استفساراتهم. وقد أظهرت البيانات الحديثة أن معدلات استخدام هذه الأداة شهدت ارتفاعًا بنسبة 54%، إلى جانب زيادة التفاعل داخل كل جلسة تعليمية، مما يعكس الدور الكبير الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه في التعليم.
وفي إطار دعم المعلمين، أصبح الدمج بين التقنيات الذكية وبرامج التدريب المهني موضوعًا أساسيًا في تطوير التعليم. نظمت مبادرات مثل "منتدى ألف للتعليم" ورش عمل تهدف إلى إكساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج التكنولوجيا بفاعلية في الفصول الدراسية.
تضمنت هذه الفعاليات جلسات لتطوير المهارات اللغوية في المواد العلمية، وتعزيز الذكاء العاطفي لدى الطلبة. ومن خلال توفير ورش عمل تتناول الذكاء العاطفي وأساسياته الخمس، ساعدت البرامج على تنمية قدرات المعلمين في فهم ودعم النمو العاطفي للطلاب، للمساهمة في توفير بيئة تعليمية متكاملة.
لم تتوقف الجهود عند هذا الحد؛ بل تسعى الابتكارات الحديثة إلى تعزيز المحتوى الرقمي وإثرائه باللغة العربية، مما يسهم في تقديم المواد التعليمية بصورة أكثر جاذبية وملائمة للطلبة الناطقين باللغة العربية.