ضمن فعاليات "عام الشعر العربي 2023" التي احتفى بها مركز عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" في السعودية على مدار خمسة أيام، أقام المركز جلسة حوارية بعنوان "طيبات أبي الطيب المتنبي"، بحضور نخبة من مثقفي ومفكري العالم العربي، وذلك تفعيلًا لليوم العالمي للغة العربية.
وشملت الاحتفالية على عدة فعاليات وأنشطة توزعت على مرافق المركز، أبرزها كان "شارع المتنبي" الذي ازدانت به حدائق إثراء، وضمّ ستة دور نشر من أعرق دور النشر العراقية، عرضت كتبًا تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
استهل الجلسة مطوّر البرامج في مكتبة إثراء عبد الله الحواس بكلمة أكّد خلالها أن احتفاء مركز إثراء باليوم العالمي للغة العربية باعتبارها ركنًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وواحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، واستمرار المركز بالاحتفاء سنويًا ما هو إلا تأكيد على اهتمامه بترسيخ اللغة العربية وجذورها.
وأعلن الحواس خلال كلمته تدشين المركز النسخة الألمانية من كتاب المعلقات لجيل الألفية بالشراكة مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، والذي كان قد أصدره المركز طليعة عام 2021، إذ تعد النسخة الألمانية هي النسخة الرابعة المترجمة بعد ترجمة الكتاب للإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، مضيفًا أنه في مطلع العام المقبل ستتم ترجمة المعلقات لجيل الألفية للغتين الكورية والصينية.
وسلطت الجلسة الضوء على أبرز أعلام الشعر في العصر العباسي أبي الطيب المتنبي، نادرة زمانه وأعجوبة عصره، وأحد مفاخر الأدب العربي، بحسب رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، الذي أسهب في دواوين شاعر البيداء أبي الطيب المتنبي كشعر الصبا ووصفه للخيل وعلاقته بالإبل الذي لطالما وصفه على حساب الخيل في أشعاره لأنه شديد الترحال، بحسب العديد من الروايات.
فيما أولى د. حسن ناظم، ناقد ومترجم وأستاذ بالجامعة الأمريكية في بغداد، عناية خاصة لسرد نشأة شاعر البيداء الذي لازم العلماء ونهل الكثير من الشعر والعلوم العربية، متحديًا الشعراء في رحلاته كافة لقدرته على تغيير مجريات التاريخ من خلال دواوينه الذي يصل بعضها إلى مئات القصائد، متوجسًا من خلالها شعراء عصره.
شارع المتنبي
وفي تجربة مغايرة، عاش زوار إثراء ساعات طويلة في شارع المتنبي بمشاركة ستة من دور النشر العراقية، وهي (مكتبة النهضة العراقية، بغداد التراثية، مكتبة التراث الشعبي، مكتبة الأمس، مكتبة البيارق، مكتبة النهضة العربية)، إذ باتت تلك الدور ملاذًا آمنًا لمن يبحث عن كتاب أو رواية منحدرة من تاريخ المتنبي ومتجذرة في الأدب العربي؛ لتأخذهم برحلة تكشف عن حنكة المتنبي في أشعاره وعلاقته بمن حوله في الكوفة التي نشأ بها امتداداً إلى بلاد الشام، وذلك وسط حضور كثيف من مثقفين سعوديين وعرب.
يذكر أن الاحتفال لهذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، فقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.