"مسألة وقت" شعار حملته الدورة السادسة من القمة الثقافية في أبوظبي، التي انطلقت فعالياتها، الأحد 3 مارس/آذار، في جزيرة السعديات، بمشاركة نخبة من قادة الفكر العالمي من أكثر من 90 دولة.
وانطلاقًا من شعارها المثير للأسئلة "مسألة وقت" استكشفت القمة دور الثقافة في خلق الذكريات الجماعية مع النظر في بدائل للمفهوم الخطي للوقت، في اليوم الأول من الحدث، الذي يستمر 3 أيام.
وأشار رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، في كلمته الافتتاحية إلى أن القمة وُجدت لمناقشة القضايا الحيوية، وقال: "تنعقد القمة الثقافية أبوظبي لهذا العام تحت شعار "مسألة وقت"، ليكون بمثابة دعوة لنا جميعًا إلى التوقف والتأمل في أن القمة الثقافية ليست مجرد كلمات نلقيها، بل ستتم خلالها مناقشة قضايا حيوية سعيًا إلى إيجاد حلول ملموسة تلبي احتياجات المجتمعات العالمية، وستتيح لنا الثقافة فهم واحترام وقبول ثقافة الآخر، والحفاظ عليها، ولا شك أنه عندما نصل إلى هذا المستوى من الانسجام والتناغم، فإننا سنخلق عالمًا فريدًا من الحوار والتفاهم يستوعب فيه كل منا الآخر".
وألقى الشاعر أدونيس الكلمة الرئيسة الأولى في القمة، وركز فيها على شعار القمة؛ إذ وضع إطارًا لعلاقة الإنسان بالأزمنة، وقدرته على الإبداع، وإمكانات الآلة في تحقيق حلم الإنسان، وهيمنة الآلة على الزمن الراهن، مؤكدًا أن قوة الإنسان تكمن في قدرته على طرح الأسئلة، أكثر ما تكمن في قدرته على تقديم الأجوبة.
وقال أدونيس: "ليس الزمن آلة.. بل الإنسان هو الذي يبتكره، ثانية بثانية، ولكنه تساءل كيف تمكّن الزمن من أن يستعبد الإنسان بدلاً من أن يحرره، مرجعًا ذلك إلى طريقة تعاطي الإنسان مع الآلة، متسائلاً: كيف أمكن أن يصبح الإنسان، مبدع الآلة وسيدها، تابعًا لها، ولماذا؟.
وأوضح: العلة ليست في الآلة نفسها، أو في زمنها، وإنما العلة في العقل الذي يستخدمها، العلة في الإنسان نفسه. وربط أدونيس بين الزمن والحرية، لافتًا إلى أنه لا زمن لمن يعيش ويفكر ويعمل تابعًا لزمن الآخرين، مختتمًا كلمته بالقول: قل لي ما زمنك، وسأقول لك ما مكانك، ومن أنت".