كشفت الكاتبة المصرية نورا ناجي، كواليس تحويل روايتها "بنات الباشا"، إلى فيلم يحمل العنوان ذاته، أعد السيناريو والحوار له، السيناريست محمد هشام عبية، ويخرجه محمد العدل "ماندو".
وقالت نورا في حوارها مع موقع "فوشيا"، أن الفيلم الذي انطلقت عمليات تصويره في العاصمة المصرية القاهرة منذ أيام، يجمع الفنانات صابرين، وزينة، وناهد السباعي، ومريم الخشت، وتارا عبود، إضافة للفنان أحمد مجدي الذي يؤدي دور "الباشا".
وتحكي رواية "بنات الباشا"، قصص عشر سيدات من بيئات وديانات مختلفة، يعملن في صالون الباشا، حيث تطرق باب الجرأة، وتتناول قصصاً من المحرمات في المجتمعات الشرقية، كانت الكاتبة شاهدة عليها، أو سمعت عنها أو عايشتها، وفي كل سيدة وضعت نورا بعضاً منها في الرواية.
تتناول رواية "بنات الباشا" قصة عشر سيدات يعملن في مركز تجميل في مدينة طنطا. تدور أحداث الرواية في ثلاثة أيام، في الفترة الزمنية ما قبل وبعد تفجير كنيسة مار جرجس عام 2017، الذي تزامن مع تفجير كنيسة في الإسكندرية.
وتسلط الرواية الضوء على معاناة السيدات العشر، ومنها: الختان، والزواج القهري، والخيانة الزوجية، والتحرش، وفقدان الهوية وتأخر الزواج والفقر، وهي مشاكل نسوية موجودة في مختلف الطبقات الاجتماعية والديانات.
ويستعرض كل فصل في الرواية، قصة واحدة من بنات مركز التجميل، في الأيام الثلاثة المذكورة، حيث أسهم تفجير الكنيسة في كشف كل واحدة منهن عن مشاعرها وما تعانيه من آلام. والقاسم المشترك بين هذه الشخصيات، هو الباشا، الذي يعتبر حلم كل فتيات المدينة، والذي يتضح وجهه الحقيقي بعد المأساة التي حلت بالمدينة.
هذا التوقيت كان مؤثراً جداً في حياتي، نحن نعيش في طنطا وهي بلدة صغيرة، والحياة فيها هادئة، وأن يحدث تفجير بهذا الحجم من المتطرفين، كان حدثاً مؤثراً جداً، إذ رأينا الناس تموت أمام أعيننا.. أصدقاؤنا وجيراننا من بينهم أطفال وكبار وأصدقاء ابنتي، رأيتها مكانهم، كانت حادثة مفزعة، نزلنا جميعاً إلى الشارع لكي نتبرع بالدم. أصبت باكتئاب في تلك الفترة وكتابة الرواية بالنسبة كانت جزءاً من العلاج النفسي.
كل الشخصيات هي من نسج الخيال، لكن بالتأكيد يوجد مثلها شخصيات أعرفها وقصص مؤثرة سمعتها، وأحداث حصلت مع سيدات أمامي، صديقات وجيران، كما أعتقد أنني وضعت جزءاً من نفسي في كل شخصية.
تم اختيار هذه الرواية تحديداً؛ لأن الدراما فيها صالحة للتحويل إلى عمل سينمائي وبها مشهدية بصرية، المكان والزمان ومشاكل السيدات، وهي كلها عوامل ملائمة لتحويلها إلى عمل درامي نسوي، وهو الأمر الذي شكّل عامل جذب للمخرج محمد العدل والسيناريست محمد هشام عبية.
أعتقد أن السينما تخلّد الرواية في الذاكرة أكثر من الدراما. وأنا سعيدة بتحقق فكرة تحويل رواية "بنات الباشا" إلى عمل سينمائي، فمنذ صدور الرواية عام 2017، كان هناك مناقشات بيني وبين منتجين ومخرجين أبدوا رغبتهم في تحويلها للسينما، لكننا لم نتفق لأسباب مختلفة، لكن المخرج محمد العدل نجح في ذلك، وأرجو أن يصل إلى قطاع أكبر من الجمهور.
لا أخاف من تشويه الرواية، بما أن العمل أصبح بيد وسيط آخر، فلم يعد لي علاقة به، العمل أصبح ملكاً للمخرج والسيناريست؛ ولذلك أرفض أن أقوم بنفسي بتحويل الرواية إلى سيناريو؛ لأنه ليس تخصصي، وليس المجال الذي احترفه، كما أن محمد هشام عبية سيناريست عظيم وأثق به، وأتابع أعماله منذ فترة طويلة، ومتشوقة لمشاهدة الفيلم فأنا لم أطلّع على السيناريو، وأفضل أن أرى الفيلم مباشرة.
بالتأكيد يمكن لأي شخص أن يُؤول الرواية بطريقة مختلفة عما قصدته، إذ تصلني أصداء كثيرة حول هذه الرواية تحديداً وحول شخصياتها، فالبعض يرى بأن شخصية نادية تعبّر عن السيد المسيح المخلّص من الآلام بالتزامن مع تفجير الكنيسة وأسبوع الآلام. وأيضاً هناك تفسيرات للمشاكل التي تعيشها النساء في الرواية بطرق مختلفة، وكل فرد يرى شخصيات الرواية من وجهة نظره، منهم من يتفق معها، ومنهم من يختلف معها، وكل شخص يؤول الرواية وفقاً لأفكاره. أنا أترك الرواية للقارئ بما أنها نُشرت فهي لم تعد للكاتب، بل ملكاً للقارئ.
أعتقد أن النجمات مناسبات جداً للأدوار التي أُسندت إليهن، أنا متشوقة جداً لرؤية الرواية، وقد تجسدت فيلماً سينمائياً، وبالتحديد رؤية الفنانة صابرين التي تقدم شخصية "منى"، كونها تقدم دوراً مثيراً للجدل، وأعتقد أن صابرين تملك الجرأة والقدرة على تجسيده وأنا سعيدة جداً بجميع الاختيارات.