يستضيف المتحف المصري بميدان التحرير، في قلب العاصمة المصرية، القاهرة، معرضًا نادرًا يحمل عنوان "اللوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع".
ويُعد هذا المعرض أحد أبرز الفعاليات الثقافية، حيث يعرض مجموعة من اللوحات الفنية الخشبية التي تُعد من أهم الأعمال الفنية في مصر القديمة.
جرى افتتاح المعرض مساء السبت تحت رعاية وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، وبحضور الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير الفرنسي بالقاهرة، إيريك شوفالييه، إلى جانب عدد من علماء المصريات.
وتم عرض هذه اللوحات بعد إتمام أعمال الدراسة والترميم بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
في إطار المعرض، تم إعداد ممر طبق الأصل من الممر الغربي لمصطبة حسي- رع بسقارة، مع كوات تحتوي على اللوحات الخشبية الأصلية. كما تم تصميم الجدار الشرقي للمصطبة مع نقوش تحاكي التصميمات الأصلية، مما يتيح للزوار تجربة سياقية فريدة تعيد الحياة إلى الماضي.
أعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن أن إعادة عرض هذه اللوحات تعتبر بمثابة رسالة قوية للعالم، تُظهر أن المتحف المصري بالتحرير سيظل مركزًا ثقافيًا حيويًا وأيقونة للمتاحف في العالم. وأكد على أهمية تطوير سيناريوهات العرض بالمتحف، مما سيساعد على إعادة اكتشاف الكنوز المعروضة وإبراز جمالها.
تم اكتشاف مقبرة حسي- رع، الذي كان مسؤولًا رفيع المستوى في عهد الملك زوسر، في عام 1861 على يد العالمين جاك دي مورغان وأوجيست مارييت في جبانة سقارة الشمالية. انتقلت اللوحات لاحقًا إلى متحف بولاق ثم إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة، وأخيرًا إلى المتحف المصري حيث تم عرضها عام 1902.
بدأ مشروع ترميم اللوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع في عام 2021 بالتعاون بين المتحف المصري والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية. يعد هذا المشروع مثالًا على الشراكة المثمرة بين الجهات المعنية في الحفاظ على التراث الثقافي.
وتُعتبر لوحات حسي- رع قيمة أثرية كبيرة، ليس فقط لعلماء الآثار، بل أيضًا لأطباء الأسنان، حيث كان صاحبها يحمل لقب "كبير أطباء الأسنان". تعرض اللوحات تصويرًا فنيًا رائعًا لحسي- رع في وضعيات مختلفة، مما يبرز أهميته التاريخية والاجتماعية.
وتظهر اللوحات حسي- رع في هيئة متميزة، حيث يجلس أمام مائدة القرابين، ما يعد أقدم نموذج لقوائم القرابين. يتميز تمثاله بالصولجان والعصا، مما يعكس مكانته الاجتماعية العالية. تتنوع تفاصيل تصويره، مما يضفي على الأعمال الخشبية طابعًا فنيًا فريدًا يجذب الزوار من مختلف الأعمار.
بهذه الطريقة، يقدم المتحف المصري بميدان التحرير تجربة فريدة من نوعها، تجمع بين الفن والتاريخ، وتفتح الأبواب أمام الزوار لاستكشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة.