يعدّ معرض "فن أبوظبي" في نسخته السادسة عشرة من أبرز الأحداث الثقافية التي تجذب الأنظار على المستوى العالمي، إذ يستضيف المعرض 102 صالة عرض تمثل 31 دولة حول العالم، وذلك في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر 2024 في منارة السعديات.
هذه النسخة تقدم تشكيلة فنية مميزة، حيث تحتضن أعمالًا حديثة ومعاصرة، بالإضافة إلى أقسام جديدة تشمل "فن جريء، فن جديد"، و"صالون مقتني الفنون"، و"طريق الحرير؛ الهويات المتبادلة"، ليحظى الزوار بتجربة فنية ثرية ومتنوعة، تعكس تطور السوق الفني ودور الإمارات في تعزيز الاقتصاد الثقافي.
يعتبر قسم "فن جريء، فن جديد" أحد أبرز الإضافات لهذا العام، حيث تُشرف عليه ميرنا عياد ويقدم إبداعات فناني المنطقة الذين تركوا بصمة مؤثرة في تاريخ الفن الحديث. يشارك في هذا القسم عدد من الصالات الفنية التي تعرض أعمالًا نادرة من الستينيات وحتى الثمانينيات، لفنانين من بلدان مثل تونس، مصر، فلسطين، لبنان، المملكة العربية السعودية، وغيرها. ويجمع هذا القسم أعمالاً لفنانين مثل إميلي فانوس عازر ونبيلة حلمي والفنانة إنجي أفلاطون، ليعكس تراثًا فنيًا يمتد عبر أجيال وينقل رؤية جمالية وثقافية تستحق التقدير.
وفيما يخص "صالون مقتني الفنون"، يسهم هذا القسم الفريد بإثراء المعرض من خلال تقديم تحف تاريخية نادرة، بما في ذلك مخطوطات وأدوات أثرية وكتب نادرة. تحت إشراف روكسان زاند، تتنوع المشاركات بين لوحات كلاسيكية وأدوات تقليدية ترتبط بالحضارات القديمة، مثل عرض من "كسكينار \ كنت آنتيكس" الذي يقدم هودجًا عثمانيًا تاريخيًا، و"كتب شابيرو النادرة" التي تتضمن ورقة نادرة من المصحف الحجازي يعود تاريخها إلى القرن السابع. يفتح هذا القسم نافذة للتعرف على التراث الفني الذي يحمل معه تواريخ وحكايات متجذرة في الثقافة الإنسانية.
أما قسم "طريق الحرير؛ الهويات المتبادلة" فيجمع بين فنانين وصالات عرض من آسيا الوسطى والقوقاز، حيث يعرض "جاليري مايكل جانسن" أعمالًا للفنان جولنار موكازانوفا، وتقدم صالات مثل "ذا واي نت جاليري" و"سي اتش 64 جاليري" أعمالًا أخرى لفنانين من تلك المناطق؛ ما يُثري المعرض بتنوع ثقافي وتبادل فني بين الشرق الأوسط وآسيا.
ومن الجدير بالذكر أن توسع قسم "نشوء" يتيح فرصة للفنانين الواعدين لعرض أعمالهم في صالات مخصصة لهم، حيث يمكن للزوار اقتناء أعمال فنية بأسعار تصل إلى 3000 دولار أمريكي. إضافةً إلى ذلك، يدعم قسم "بداية" دخول صالات عرض جديدة للمشهد الفني الإقليمي، بما يسهم في إثراء السوق الفني ويوفر منصة للتواصل بين الفنانين والجمهور.
وفقًا لرئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، معالي محمد خليفة المبارك، فإن هذا المعرض يعزز مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية، خاصةً مع المشاريع الطموحة التي تشهدها منطقة السعديات مثل متحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف زايد الوطني. يمثل "فن أبوظبي" جزءًا من إستراتيجية أوسع لتطوير قطاع الفنون، ليكون محركًا رئيسيًا في الاقتصاد الثقافي للدولة.
بهذا التنوع الفني والحضور العالمي، يؤكد "فن أبوظبي" مكانته كمنصة حاضنة للثقافة والفنون، تجمع بين الحداثة والتراث، وتحتفي بالتبادل الثقافي بين الشعوب؛ ما يجعله مقصدًا مهمًا لكل عشاق الفن ومحبي الثقافة حول العالم.