في تجربة فنية استثنائية، يقدم مشروع أوروبي جديد لعشاق الفن فرصة فريدة لاكتشاف بُعد آخر من عالم الفنون: الرائحة، إذ من خلال مبادرة "Odotheka"، التي يتعاون فيها متحف اللوفر أبو ظبي ومتحف كراكوف الوطني، سيُتاح للجمهور فرصة استثنائية لتجربة الفن من خلال حواس متعددة، حيث يهدف المشروع إلى إنشاء أرشيف دولي للروائح المرتبطة بالأعمال التراثية، مما يتيح لهم استنشاق عبق الماضي وربطه بحاضرهم.
شارك متحف اللوفر أبو ظبي، في هذه المبادرة بأربع تجارب فريدة، يعكس كل منها رحلة زمنية مختلفة تتيح للزوار استكشاف الروائح التي تميزت بها تلك الفترات.
مريم الظاهري تأخذنا في جولة داخل أستوديو الفنان الألماني برنهارد ستريجل، حيث يمكن للمشاهد أن يستنشق روائح الأصباغ العضوية والزيوت التي استخدمها الفنان، مما يعيدنا إلى زمن بعيد حيث تتداخل روائح الطبيعة والبخور.
من خلال هذه اللوحة، تعيد مريم الظاهري إحياء رائحة اللبان والبخور، مجسدةً إحساسًا بالعظمة والفخامة التي رافقت الملوك أثناء تقديمهم الهدايا للمسيح، ومستحضرةً روائح الطبيعة المحيطة بهم.
تصحبنا أندريا روزافولجي في رحلة حسية إلى العصر الذهبي الهولندي، حيث تتداخل روائح الزهور والتوابل مع هواء البحر المالح. في لوحة "Still life with Chinese ceramics and an Oriental carpet"، نستشعر روائح الزهور والتوابل التي سادت أمستردام في القرن السابع عشر.
وأخيرًا، يأخذنا هيمانشو كادام إلى مرسم الفنان الفرنسي بيير أوغست رينوار، حيث تمتزج روائح الشوكولاتة أو القهوة بروائح المصانع في العصر الصناعي. يمكن للزوار من خلال هذه اللوحة أن يستشعروا نبض المدينة، وهو يتسلل عبر نوافذ الأستوديو، مضيفًا بُعدًا جديدًا لتجربة اللوحة.