إنها دعوة روبن شارما التي أطلقها منذ سنوات عدة، لبدء حياة جديدة ومختلفة مع تغيير عقارب ساعتنا البيولوجية، وإعادة ضبط منبهات حياتنا بكل هدوء وتوازن، فالكتاب يستحضر ابتسامة صباحية مشرقة، وأخوية تمتد حول العالم لتضم الكثير من أولئك الذين سئموا التأخير والشعور بعدم الرضا عن النفس، الكسل، ومحاربة أنفسهم للنهوض كل صباح، إنها دعوة مطلقة للتغيير تبدأ مع خيوط الفجر الأولى.
الوصفة الثلاثية الكاملة
تدور محاور كتاب شارما الذي أراده بسيطاً غير متكلف، ومباشراً ومختزلاً قدر الإمكان – حول مناقشة الأسباب التي تدفعك للاستيقاظ باكراً والانضمام إلى نادي الخامسة صباحاً، حيث ينطلق من معاينة الحياة المحبطة التي خلقت الدافع لدى القارئ لشراء الكتاب انطلاقاً من رغبته غير المعلنة بالتغيير، تلك الرغبة بإيجاد الوقت حيث يكون العالم لا يزال نائماً، إنها عادة السواد الأعظم من الأشخاص الذين نجحوا بالوصول إلى أهدافهم، فهي مرتبطة بتنظيم الوقت، وتصفية الذهن، وملاحقة الأحلام المؤجلة.
ولا يكتفي مدرب تطوير الذات الذي مزج بأسلوبه بين التوجهات المعاصرة في علم التطوير والقيادة، وبين خلفيته المرتبطة بأصوله الهندية - التي تعتمد على المدرسة الروحية وأهمية الاعتناء بالسلام الداخلي والتوازن العقلي، إذن هو لا يكتفي بالحديث عن الدوافع وتلميع صورة الاستيقاظ باكراً لتنقيتها من الشوائب التي تثير مشاعر الرفض لدى الكثيرين، بل يتقدم مع القارئ بنموذج رائع لروتين صباحي يمكنك اتباعه، فتشعر وكأنه يمسك بيد القارئ ليصطحبه خارج الفراش، بعد أن يبدل تلك المشاعر والصور السلبية التي استقرت في العقل لتجعله يستاء من فكرة الاستيقاظ باكراً.
أخيراً نأتي إلى الاستمرارية، المرحلة التي يعجز معظمنا عن المكوث فيها، فالاندفاع الذي حملنا على اتخاذ قرار الانضمام إلى النادي، سوف يتبدد مع الوقت إن لم نغذيه بالأفكار الإيجابية والعادات الثابتة، ونشحنه بالأهداف الواضحة لعقلنا، فمن الطبيعي أن يغيب سحر هذا التغيير عندما لا يكون ثمة هدف واضح للعقل، يبدو جذاباً بما يكفي ليدفعه للاستمرار والكف عن اختلاق الأعذار يومياً، ليدفعك بعيداً عن السرير ليلاً، ويبقيك فيه من جديد صباحاً، ويقترح "شارما" أن تبتكر روتينك الصباحي الخاص، وتحافظ على أوقات نومك واستيقاظك، فالغاية الأهم في الفترة الأولى هي الحفاظ على مواعيد النوم والاستمرار في بناء وتثبيت العادات الجديدة.