كشف متحف لندن الذي تأسس عام 1753، والمعروف بإيواء حجر رشيد وأفاريز البارثينون، عن تعرضه لسلسلة سرقات من مجموعاته، ما أدى إلى استقالة مديره.
وفي 26 مارس 2024، أمرت القاضية البريطانية هيذر ويليامز بالوصول إلى البيانات من حسابات eBay وPaypal الخاصة بموظف سابق في المتحف البريطاني يشتبه في أنه سرق أكثر من 1800 قطعة من مجموعات المؤسسة الثقافية المرموقة. ويبدو أن اللص قد تم كشف النقاب عنه حسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وكان المتحف البريطاني قد اتهم موظفا، منذ فصله، استجوبته الشرطة دون توجيه أي ملاحقة قضائية ضده. وقد بدأت المؤسسة الآن الإجراءات القانونية ضده. وصرحت القاضية هيذر ويليامز من المحكمة العليا في لندن أن هناك "أدلة دامغة" تدعم اتهامات المتحف.
وفي تصريح له، بين محامي المؤسسة دانييل بيرجيس للمحكمة، أن الموظف السابق سرق أشياء من بينها أحجار كريمة، ومجوهرات، وذهب، وفضة، وأوان زجاجية يعود تاريخها إلى الفترة ما بين (القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر الميلادي)، وكان قد أتلف عملات معدنية عمداً . وذلك بإزالة ما كان فيها من الذهب والفضة. لافتاً إلى أن "اللص المتسلسل" قد "أساء استخدام منصبه كشخص موثوق" لارتكاب الفعل. كما زعم أنه تم طرح مئات العناصر للبيع على منصة eBay الرقمية، وبيعها عبر نظام الدفع Paypal.
ويُزعم أن المشتبه به حاول بعد ذلك إخفاء هذه السرقات باستخدام أسماء مستعارة، وإنشاء وثائق مزورة والتلاعب بسجلات المتحف وبيع أشياء بأقل بكثير من قيمتها الحقيقية.
وبحسب محامي المتحف، فإن المشتبه به، الذي استغل عدم إدراج العديد من القطع المسروقة بشكل صحيح في قواعد بيانات المتحف، ينوي إسقاط الاتهامات الموجهة إليه.
وأشار المتحف البريطاني إلى أنه استعاد ما يزيد قليلا على 350 قطعة. ولتجنب تكرار مثل هذه السرقات، عمل على تعزيز إجراءاته الأمنية، وأطلق عملية فهرسة واسعة النطاق لثمانية ملايين قطعة في مجموعاتها. وقال محامي المتحف دانييل بيرجيس إن العناصر التي سُرقت من المتحف لها أهمية ثقافية وتاريخية .
هذه السلسلة من السرقات كلفت هارتويج فيشر منصبه كمدير، وتم استبداله الآن بنيكولاس كولينان، وتحدث الأخير عن فصل جديد سيشمل أهم التحولات المعمارية والفكرية، التي تحدث في أي متحف في العالم، لمواصلة ضمان أن يكون المتحف البريطاني منخرطًا وتعاونيًا قدر الإمكان.
يذكر أن المتحف البريطاني ينظم منذ 15 فبراير معرضاً لبعض القطع المستردة، ينتهي في 15 يونيو. ويشير المتحف إلى أن السرقة تسببت في "تجدد الاهتمام" بالمجوهرات والأحجار الكريمة.