استضاف بيت الفلسفة في إمارة الفجيرة، إطلاق أوبرا جدارية مستوحاة من أعمال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وحضر الفعالية الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والإعلامي زاهي وهبي، وعميد بيت الفلسفة الدكتور أحمد برقاوي، إضافة إلى حشد من الإعلاميين والأدباء والفنانين.
وتُعتبر الأوبرا الجدارية مبادرة فنية وثقافية فريدة، حيث يعد نص درويش أحد أبرز النصوص الملحمية في التراث الشعري العربي المعاصر.
ويسرد النص رحلة مواجهة حوارية بين الذات والعالم، والغوص عميقا في مسيرة الإنسان بين الحياة والموت، فضلا عن تناوله معاني الوجود.
واستغرق إعداد وتجهيز الأوبرا الجدارية أكثر من عامين، حيث تولى مارسيل خليفة تلحين النص، وتحويله إلى صيغة أوبرا غنائية، سيلعن عن موعد تقديمها لاحقاً.
تضمن المؤتمر الصحفي الذي أقيم في بيت الفلسفة، كلمات من الفنان مارسيل خليفة وعميد البيت الدكتور أحمد البرقاوي، بالإضافة إلى عرض لمقتطفات من الأوبرا الجدارية لمحمود درويش.
يأتي هذا التعاون الفني والثقافي بين مارسيل خليفة وبيت الفلسفة في إطار جهود البيت لنشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنويرية، والسعي لتكون إمارة الفجيرة عاصمة للثقافة الفلسفية في المنطقة.
ثنائية مارسيل خليفة ومحمود درويش
بعد تخرجه من معهد بيروت الوطني للموسيقى، وخلال (1972-1975) جال مارسيل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة، وكان يُقدم خلالها عروضًا منفردة على العود، في عام 1972م أنشأ مارسل فرقة موسيقية في بلدته عمشيت بهدف إنعاش التراث الموسيقي والعربي.
وطبعت أول أسطوانة له في حياته الفنية في باريس في آب/أغسطس 1976م، وتشمل أربع قصائد لمحمود درويش، وقصيدة جفرا للشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة.
خلال أواخر السبعينيات وبداية والثمانينيات لحن مارسيل قصائد محمود درويش، مطلقًا ظاهرة غناء القصيدة الوطنية الفلسطينية التي تمتزج فيها صورة المرأة الحبيبة بالأرض والوطن أو الأم والوطن معًا.
كانت البدايات مع: "ريتا والبندقية" و"وعود من العاصفة"، واستمرت لسنين محققة مزجًا رائعًا بين العود وشعر درويش الرمزي الوطني العاشق، فكانت "أمي" وكانت "جواز السفر" أفضل شعارات تحملها وترددها الجماهير العربية المنادية بالنضال في فترة ما بعد النكسة.
وشكل مارسيل ودرويش أقرب ما يشبه الثنائي في أذهان الناس، رغم أنهما لم يلتقيا إلا في فترة متأخرة.
ولحن مارسيل أيضا لشعراء آخرين مثل حبيب صادق وطلال حيدر، واستطاع مارسيل أيضًا إدخال الساكسفون إلى الموسيقى العربية في إحدى أهم أغانيه، يعبرون الجسر للشاعر خليل حاوي، وعبر عن ميوله الشيوعية بقوة في "قصيدة الخبز والورد".