في أجواء احتفالية، انطلقت فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي أصبح واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية العالمية. شهد الافتتاح حضورًا لافتًا لعدد من كبار نجوم السينما وصناع الفن من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب شخصيات سينمائية مغربية وعربية، ما منح المهرجان طابعًا فنيًّا مميزًا يجسد تنوع الإبداع السينمائي.
تميزت الليلة الافتتاحية بالكثير من اللحظات الاستثنائية، حيث قُدِّمَت لجنة تحكيم المهرجان، التي يترأسها المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو، الذي أشار إلى جذوره الجزائرية وعلاقته العميقة بالمغرب. وقال غوادانينو: مراكش والسينما وجهان لعملة واحدة، حيث يتداخل غموض الصورة مع جماليات السرد.
كما تم عرض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، التي تضم 14 فيلمًا من دول متنوعة، مثل المغرب، والسودان، ومصر، وفلسطين، وتركيا، والصين، والأرجنتين؛ مما يضفي على المهرجان طابعًا عالميًّا يعكس التنوع الثقافي والسينمائي.
من بين أبرز الأعمال المشاركة، لفت الفيلم المغربي "البحر البعيد" للمخرج سعيد حميش الأنظار، إلى جانب العديد من الأفلام المميزة من دول أخرى؛ مما يعكس المنافسة الشديدة والتوقعات الكبيرة هذا العام.
كانت السجادة الحمراء مليئة بالحضور اللامع لنجوم السينما، مثل مونيكا بيلوتشي، تيم برتون، ويسرا، التي عبرت عن سعادتها الكبيرة بالعودة إلى مراكش بعد غياب طويل. كما شهد الحفل تصريحات من المنتج العالمي ريدوان وزوجته ليلى عزيز، اللذين عبّرا عن فخرهما بالمشاركة في هذا الحدث السينمائي الكبير.
واختُتمت فعاليات الافتتاح بكلمات من إيناس الدغيدي، المخرجة المصرية الشهيرة، التي أكدت أن المهرجان يُعد رمزًا للسينما العربية والعالمية، معربة عن سعادتها بمشاركة أعمالها في هذا الحدث المهم.
إلى جانب العروض السينمائية المميزة، يقدم المهرجان هذا العام برنامجًا مخصصًا للحوارات، الذي يستضيف كبار المخرجين العالميين مثل تيم برتون، جوستين ترييه، وفرانسوا أوزون، بالإضافة إلى ورشات "الأطلس" التي تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز التعاون بين صناع السينما المغاربة والدوليين.
ولم يخلُ المهرجان من لفتات تقديرية، حيث قررت الدورة الـ21 تكريم الممثلة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي، إلى جانب المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ والممثل الأمريكي شون بن، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في صناعة السينما.