اشتهرت بتقديمها أدوار الأم والمرأة الشريرة القاسية، فجمعت المتضادات خلال مسيرتها الفنية، واستطاعت أن تحفر اسمها في عالم المسرح، إنها الفنانة المصرية علوية جميل، التي يوافق اليوم الجمعة 16 آب/ أغسطس، الذكرى الثلاثين لرحيلها.
وتوفيت علوية عام 1994، بعد صراع مرير مع المرض، ولم يحضر عزاءها أي فنان أو فنانة، لا سيما أنها اختفت عن الفن عام 1967 من دون الكشف عن السبب.
على الرغم من أنها اشتهرت باسم "علوية جميل" إلا أن اسمها الحقيقي هو إليا صابات خليل مجدلاني، وقد ولدت في محافظة الدقهلية في القرية نفسها التي ولدت فيها السيدة أم كلثوم، والتي ربطتها بها علاقة صداقة قوية فيما بعد.
وتعود أصول علوية جمال التي ولدت سنة 1910 إلى عائلة يهودية كانت تعيش في لبنان، إلا أن العائلة هاجرت إلى مصر بعد إشهارها إسلامها.
في سن 15، قررت علوية دخول عالم الفن والمسرح، وتقدمت لاختبارات الأداء لفرقة "رمسيس المسرحية" وقدم لها يوسف شاهين دوراً ثانوياً في إحدى مسرحيات الفرقة، وتوالت أدوارها بعد ذلك، حتى حققت شهرةً واسعة سنة 1927 بعد ظهورها في فيلم "زينب" الصامت ومسرحية "أحدب نوتردام".
وسنة 1940 خاضت علوية أولى تجاربها السينمائية الحقيقية، في فيلم "يوم سعيد"، وحينها لعبت بطولته إلى جانب الفنانة فاتن حمامة والفنان محمد عبد الوهاب.
ومن أبرز أفلامها السينمائية: "أولاد الفقراء" و "وحيدة" و" كازينو اللطافة" و "التلميذة" و "ليلى بنت الأغنياء".
أما أبرز مسرحياتها: "ناكر ونكير" و "ألف ضحكة وضحكة" و "العدو الحبيب" و"الشبح" و"أولاد الفقراء" و"الأجراس" و"راسبوتين".
وفي منتصف الستينيات، قدمت علوية أولى تجاربها التلفزيونية في مسلسل "القط الأسود" ولعبت بطولته إلى جانب كل من زوجها محمود المليجي وتوفيق الدقن ومديحة سالم ومحمد عبد القادر المازني.
وبالرغم من أن الجمهور عرفها بأدوار الشر والمرأة المتسلطة الجبارة، كانت علوية تخفي خلف تلك الأدوار امرأة ضعيفة ثكلى فقدت أولادها، وعاشت خيانات متكررة من حب عمرها.
وتوفيت ابنتها الوحيدة إيزيس، ليلة تقديمها أحد عروضها المسرحية، إذ حاولت حينها الاعتذار عن العمل من أجل البقاء معها، ولكنها لم تستطع وتوفيت ابنتها بعد انتهاء العرض المسرحي.
فضلا عن ذلك توفي ابنها في الحرب العالمية الثانية، وكان يعمل ضابط بحار في قارب، وعلمت بخبر غرقه في كواليس إحدى مسرحياتها، وأدت دورها ببراعة فائقة.
في سن الـ13، تزوجت علوية للمرة الأولى من رجل غير معروف، وأنجبت منه 3 أولاد "إيزيس وجمال ومرسي" وانفصلت عنه بعد ثمانية أعوام.
أما زوجها محمود المليجي، فقد تزوج عليها مرتين من فنانات معروفات، ولقبها بالمرأة الحديدة بسبب غيرتها الشديدة عليه وتسلطها.
وكانت علوية قد تزوجت بالمليجي سنة 1939، بعدما وقعت في حبه، وباعت مصاغها الذهبي من أجل مساعدته ماديًا، إلا أنه تزوج عليها من الفنانة فوزية الأنصاري.
ولم يستمر زواج المليجي وفوزية سوى 3 أيام، إذ عندما علمت علوية طلبت منه تطليقها، ثم اتصلت هاتفيا بالعروس، وقالت لها بنفسها: أنتي طالق يا فوزية.
وتزوج المليجي بسناء يونس أيضًا، إلا أن هذه الزيجة لم تُكتشف إلا بعد وفاته عام 1983، وظلت سناء زوجة للمليجي حتى وفاته.