يوم الخامس من يناير من عام 2007، فقدت الساحة الفنية المصرية، إحدى أبرز الفنانات الكوميديات، وهي الفنانة سعاد نصر، الشهيرة بدور "مايسة" في مسلسل "يوميات ونيس" التي قدمتها إلى جانب الفنان محمد صبحي، حيث ما زالت النجمة حاضرة في قلوب جمهورها، لأدائها الفريد والمميز الذي عرفت به في جميع أعمالها.
ولدت الفنانة سعاد نصر يوم 26 ديسمبر 1953 بحي شبرا في القاهرة. كانت تحلم بأن تصبح صحفية، لكن القدر قادها إلى الفن، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت عام 1975. خلال مشروع تخرجها، برزت كممثلة متميزة عبر أدائها مشهداً تراجيدياً من قصة "ياسين وبهية".
خطت سعاد أولى خطواتها الفنية من خلال المسرحية الكوميدية "عائلة ضبش" على يد المخرج سمير العصفوري. وخلال دراستها، شاركت في مسرحية "ياسين ولدي" للمخرج كرم مطاوع، الذي اكتشف موهبتها في الكوميديا، على الرغم من اعتقادها أنها تناسب الأدوار التراجيدية.
تركز أعمال سعاد نصر على الكوميديا الراقية والدراما المؤثرة، وقد حظيت بتقدير كبير من الجمهور والنقاد. نالت العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل دور ثانٍ نسائي عن فيلم "الحياة منتهى اللذة". كما كرمها الفنان محمد صبحي في مهرجان "50 سنة فن" عام 2020، تعبيراً عن امتنانه لمشاركتها الفنية المميزة.
بدأت سعاد مسيرتها بالمشاركة في عدة أعمال فنية، منها فيلم "شقة في وسط البلد" ومسلسل "الشاطئ المهجور". كانت انطلاقتها الكبرى عام 1982 بفيلمي "الغيرة القاتلة" و"حدوتة مصرية".
وفي عام 1985، تألقت في مسرحية "الهمجي"، بينما كان دورها في فيلم "هنا القاهرة" علامة فارقة، حيث أدت ببساطة دور الصعيدية الزائرة للقاهرة، برفقة الفنان محمد صبحي. استمرت نجاحاتها في التلفزيون، خاصة من خلال مسلسل "يوميات ونيس" الذي جسدت فيه شخصية "مايسة"، والتي حققت لها شهرة واسعة، حتى أطلق عليها الجمهور لقب "ماما مايسة".
شاركت أيضاً في أعمال سينمائية وتلفزيونية بارزة، مثل: "إسكندرية نيويورك"، و"الحياة منتهى اللذة"، إضافة إلى مسرحيات مثل: "عائلة ونيس" و"البراشوت".
تزوجت سعاد نصر مرتين، الأولى من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه ابنيها طارق وفيروز، قبل أن ينفصلا بسبب اختلاف الطباع. ثم تزوجت مهندس البترول محمد عبد المنعم، الذي أكملت معه حياتها.
في عام 2006، خضعت سعاد لعملية شفط دهون، لكنها دخلت في غيبوبة استمرت عاماً بسبب جرعة مخدر خاطئة. في أثناء الغيبوبة، أفاقت لدقائق وأوصت بدفنها سريعاً والبقاء بجانب قبرها للدعاء. رحلت عن عالمنا في 5 يناير 2007، تاركة إرثاً فنياً كبيراً.
وواجه طبيب التخدير المسؤول اتهامات بالإهمال، وصدر حكم بسجنه ثلاث سنوات، لكن التهمة أُسقطت لاحقاً. رغم ذلك، بقيت مأساة وفاتها حديث الصحافة والجمهور فترة طويلة.