في مثل هذا اليوم، 29 ديسمبر / كانون الأول، تحل ذكرى وفاة المخرج والممثل السوري حاتم علي، الذي غادرنا في عام 2020، تاركًا بصمة لا تُمحى في عالم الدراما العربية.
برز علي كفنان شامل، بدأ مسيرته بالكتابة المسرحية والقصص القصيرة، لينطلق بعدها في رحلة إبداعية شملت التمثيل، الإخراج، والإنتاج، مُحققًا إنجازات تُخلّد اسمه بين عمالقة الفن.
وُلد حاتم علي في 2 يونيو / حزيران عام 1962 في قرية كفر حارب بالجولان السوري المحتل. حصل على شهادة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1986، لتبدأ رحلته مع الفن كممثل في مسلسل "دائرة النار" (1988) مع المخرج هيثم حقي. أتقن أدوارًا تاريخية ومعاصرة، كما أبدع في لوحات كوميدية مع ياسر العظمة.
اتجه حاتم للإخراج في منتصف التسعينيات، وقدّم أعمالًا تاريخية واجتماعية مميزة. كان مسلسل "الزير سالم" نقطة تحول في مسيرته، إلى جانب الرباعية الأندلسية التي ضمت "صقر قريش"، "ربيع قرطبة"، و"ملوك الطوائف".
لم يكن الإخراج بالنسبة له مجرد مهنة؛ بل نافذة لإيصال قضايا إنسانية عميقة، كما جسّد في "التغريبة الفلسطينية"، مُستلهمًا من تجربته الشخصية كابن للجولان المحتل.
إلى جانب الإخراج، كتب حاتم نصوصًا بارزة مثل فيلم "زائر الليل" ومسلسل "القلاع". كما قدّم أعمالًا مسرحية كمسرحية "الحصار". أما في السينما، فأخرج أفلامًا مثل "العشاق"، و"الليل الطويل".
نال العديد من الجوائز، منها ذهبية مهرجان للإذاعة والتلفزيون بالقاهرة عن مسلسلي "الزير سالم" و"صلاح الدين الأيوبي"، وجائزة أدونيا للدراما السورية عن "التغريبة الفلسطينية". تميزت أعماله بلمسة إنسانية عميقة تجمع بين العمق الفني والجماهيرية.
لم تقتصر إبداعاته على التاريخ، بل برع في المسلسلات الاجتماعية مثل "أحلام كبيرة"، و"عصي الدمع". كما نقل تجربة درامية راقية عبر مسلسل "الملك فاروق"، الذي حاز استحسانًا نقديًّا وجماهيريًّا واسعًا.
رحل حاتم علي تاركًا خلفه إرثًا من الإبداع والفن الراقي. أعماله ليست مجرد إنتاجات درامية، بل مرآة تعكس هموم المجتمع وقضاياه. سيظل اسمه حاضرًا في ذاكرة كل عاشق للدراما، وملهمًا للأجيال المقبلة.